فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا} (9)

وجملة { إنما نطعمكم لوجه الله } في محل نصب على الحال بتقدير القول أي يقولون بلسان المقال أو بلسان الحال ، أو قائلين إنما نطعمكم يعني أنهم لا يتوقعون المكافأة ولا يريدون ثناء الناس عليهم بذلك ، وهذا الوصف من باب التكميل ، فقد وصفهم أولا بالجود والبذل وكمله بأن ذلك عن إخلاص لا رياء فيه .

قال الواحدي قال المفسرون لم يتكلموا بهذا ، ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم وعلم من ثنائه أنهم ذلك خوفا من الله ورجاء ثوابه .

{ لا نريد منك جزاء ولا شكورا } أي لا نطلب منك المجازاة على هذا الإطعام ولا نريد منكم الشكر لنا ، بل هو خالص لوجه الله ، وهذه الجملة مقررة لما قبلها لأن من أطعم لوجه الله لا يريد المكافأة ولا يطلب الشكر له ممن أطعمه .