السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا} (9)

وقوله تعالى : { إنما نطعمكم } على إضمار القول أي : يقولون بلسان المقال أو الحال : إنما نطعمكم أيها المحتاجون { لوجه الله } أي : لذات الملك الذي استجمع الجلال والإكرام لكونه أمرنا بذلك ، وعبر بالوجه لأنّ الوجه يستحى منه ويرجى ويخشى عند رؤيته { لا نريد منكم } لأجل ذلك { جزاء } أي : لنا من أعراض الدنيا { ولا شكوراً } أي : لشيء من قول ولا فعل ، روي أنّ عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تبعث بالصدقة إلى أهل بيت ثم تسأل المبعوث ما قالوا ، فإن ذكر دعاء دعت لهم بمثله ليبقى ثواب الصدقة لها خالصاً عند الله تعالى .