فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا} (9)

{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله } والمسكين ذو المسكنة ، وهو الفقير ، أو من هو أفقر من الفقير ، والمراد باليتيم يتامى المسلمين ، والأسير الذي يؤسر فيحبس . قال قتادة ومجاهد : الأسير المحبوس . وقال عكرمة : الأسير العبد . وقال أبو حمزة الثمالي : الأسير المرأة . قال سعيد بن جبير : نسخ هذا الإطعام آية الصدقات وآية السيف في حق الأسير الكافر . وقال غيره : بل هي محكمة ، وإطعام المسكين واليتيم على التطوّع ، وإطعام الأسير لحفظ نفسه إلى أن يتخير فيه الإمام . وجملة { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله } في محل نصب على الحال بتقدير القول : أي يقولون إنما نطعمكم ، أو قائلين إنما نطعمكم ، يعني : أنهم لا يتوقعون المكافأة ولا يريدون ثناء الناس عليهم بذلك . قال الواحدي : قال المفسرون : لم يستكملوا بهذا ولكن علمه الله من قلوبهم فأثنى عليهم ، وعلم من ثنائه أنهم فعلوا ذلك خوفاً من الله ورجاء ثوابه { لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلاَ شُكُوراً } أي لا نطلب منكم المجازاة على هذا الإطعام ولا نريد منكم الشكر لنا ، بل هو خالص لوجه الله ، وهذه الجملة مقرّرة لما قبلها ، لأن من أطعم لوجه الله لا يريد المكافأة ولا يطلب الشكر له ممن أطعمه .

/خ12