صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

{ إلا الذين آمنوا } استثناء منضل إذا أريد بالإنسان الجنس . ومنقطع إذا أريد به خصوص الكافر . والأعمال الصالحات تشمل جميع ما يعمله الإنسان مما فيه خير ونفع وبر . { تواصوا بالحق } أوصى بعضهم بعضا بالتمسك بالحق . ومنه الثبات على الإيمان بالله وكتبه ورسله ، والعمل بشريعتة في كل عقد وعمل ؛ وذلك هو الأمر الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره ، ولا زوال في الدارين لمحاسن آثاره . { وتواصوا بالصبر } أي أوصى بعضهم بعضا بالصبر عن المعاصي ، التي تميل إليها النفوس بالطبيعة البشرية . والصبر على الطاعات التي يشق على النفوس أداؤها ؛ ومنها الجهاد في سبيله ، وعلى البلايا والمصائب التي تصيب الناس في الدنيا ، ويصعب على النفوس احتمالها .

والله أعلم .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } فإنهم ليسوا في خسر ، { وتواصوا } أوصى بعضهم بعضاً ، { بالحق } بالقرآن ، قاله الحسن وقتادة ، وقال مقاتل : بالإيمان والتوحيد . { وتواصوا بالصبر } على أداء الفرائض وإقامة أمر الله . وروى ابن عون عن إبراهيم قال : أراد أن الإنسان إذا عمر في الدنيا وهرم ، لفي نقص وتراجع إلا المؤمنين ، فإنهم يكتب لهم أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم ، وهي مثل قوله : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ( التين :4-6 ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

{ وتواصوا بالحق } أي : وصى بعضهم بعضا بالحق وبالصبر ، فالحق هو الإسلام وما يتضمنه ، وفيه إشارة إلى كذب الكفار ، وفي الصبر إشارة إلى صبر المؤمنين على إذاية الكفار لهم بمكة .