{ إِلاَّ الذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالحات } فإنهمُ في تجارةٍ لنْ تبورَ ، حيثُ باعُوا الفانيَ الخسيسَ ، واشترَوا الباقيَ النفيسَ ، واستبدلُوا الباقياتِ الصالحاتِ بالعادياتِ الرائحاتِ ، فيا لهَا منْ صفقةٍ ما أربَحها ، وَهَذا بيانٌ لتكميلِهم لأنفسِهم ، وقولُه تعالَى : { وَتَوَاصَوا بالحق } الخ بيانُ لتكميلِهم لغيرِهم ، أيْ وَصَّى بعضُهم بعضاً بالأمرِ الثابتِ الذي لا سبيلَ إلى إنكارِه ، ولا زوالَ في الدارينِ لمحاسنِ آثارِه ، وهُو الخيرُ كُلُّه منَ الإيمانِ بالله عزَّ وجَلَّ ، واتباعِ كتبهِ ورسلِه في كُلِّ عقدٍ وعملٍ { وَتَوَاصَوا بالصبر } أيْ عنِ المعاصِي التي تشتاقُ إليها النفسُ بحكمِ الجِبلّةِ البشريةِ ، وعَلى الطاعاتِ التي يشقُّ عليَها أداؤُها ، أوْ عَلى ما يبلُو الله عَزَّ وجلَّ بهِ عبادَهُ ، وتخصيص هَذا التواصِي بالذكرِ مع اندراجِه تحتَ التواصِي بالحقِّ لإبرازِ كمالِ الاعتناءِ بهِ ، أو لأنَّ الأولَ عبارةٌ عن رتبةِ العبادةِ التي هيَ فعلُ ما يَرضى بهِ الله تعالَى ، والثانِي عن رتبةِ العبوديةِ التي هي الرِّضا بما فعلَ الله تعالَى ، فإنَّ المرادَ بالصبرِ ليسَ مجردَ حبسِ النفسِ عما تتشوقُ إليهِ من فعلٍ وتركٍ ؛ بلْ هُو تلقي ما وردَ منْه تعالَى بالجميلِ والرِّضا بهِ ظاهراً وباطناً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.