لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

فقال تعالى : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات } يعني فإنهم ليسوا في خسر ، والمعنى أن كل ما مر من عمر الإنسان في طاعة الله تعالى فهو في صلاح وخير ، وما كان بضده فهو في خسر وفساد وهلاك . { وتواصوا } أي أوصى بعض المؤمنين بعضاً { بالحق } يعني بالقرآن والعمل بما فيه ، وقيل : بالإيمان والتّوحيد { وتواصوا بالصبر } أي على أداء الفرائض ، وإقامة أمر الله وحدوده ، وقيل : أراد أن الإنسان إذا عمر في الدّنيا وهرم لفي نقص وتراجع ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات ، فإنهم تكتب أجورهم ومحاسن أعمالهم التي كانوا يعملونها في شبابهم وصحتهم ، وهي مثل قوله :{ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم أجر غير ممنون }[ التين : 4-6 ] والله سبحانه وتعالى أعلم .