اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

قوله : { إِلاَّ الذين آمَنُواْ } . استثناء من الإنسان ؛ إذ المراد به الجنس على الصحيح { وَعَمِلُواْ الصالحات } ، أي : أدوا الفرائض المفترضة عليهم ، وهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم «قال أبي بن كعب : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم{ والعَصْرِ }ثم قلتُ : ما تفسيرها يا نبي الله ؟قال : { والعَصْرِ } أقسم ربكم بآخر النهار ، { إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ } ؛ أبو جهل { إِلاَّ الذين آمَنُواْ } أبو بكر ، { وَعَمِلُواْ الصالحات } عمر ، { وَتَوَاصَوْاْ بالحق } : عثمان ، { وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } : عليّ »{[60814]} رضي الله عنهم أجمعين .

وهكذا خطب ابن عباس على المنبر ، موقوفاً عليه .

ومعنى تواصوا أي تحاثوا ، أوصى بعضهم بعضاً ، وحث بعضهم بعضاً ، { بالحق } أي بالتوحيد ، وكذا روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال قتادة : { بالحق } أي بالقرآن ، وقال السدي : الحق هنا الله تعالى ، { وتواصوا بالصبر } على طاعة الله ، والصبر عن المعاصي .

ختام السورة:

روى الثعلبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورةَ { والعصر } خَتمَ اللهُ لَهُ بالصَّبْرِ ، وكَانَ مَعَ أصْحابِ رسول اللهِ يَوْمَ القِيَامَةٍ »{[1]} والله أعلم .

1 ينظر تفسير الماوردي ( 6/333 ) .

2 سقط من : ب .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[60814]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن 20/123.