قوله : { إِلاَّ الذين آمَنُواْ } . استثناء من الإنسان ؛ إذ المراد به الجنس على الصحيح { وَعَمِلُواْ الصالحات } ، أي : أدوا الفرائض المفترضة عليهم ، وهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم «قال أبي بن كعب : قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم{ والعَصْرِ }ثم قلتُ : ما تفسيرها يا نبي الله ؟قال : { والعَصْرِ } أقسم ربكم بآخر النهار ، { إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ } ؛ أبو جهل { إِلاَّ الذين آمَنُواْ } أبو بكر ، { وَعَمِلُواْ الصالحات } عمر ، { وَتَوَاصَوْاْ بالحق } : عثمان ، { وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } : عليّ »{[60814]} رضي الله عنهم أجمعين .
وهكذا خطب ابن عباس على المنبر ، موقوفاً عليه .
ومعنى تواصوا أي تحاثوا ، أوصى بعضهم بعضاً ، وحث بعضهم بعضاً ، { بالحق } أي بالتوحيد ، وكذا روى الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقال قتادة : { بالحق } أي بالقرآن ، وقال السدي : الحق هنا الله تعالى ، { وتواصوا بالصبر } على طاعة الله ، والصبر عن المعاصي .
روى الثعلبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورةَ { والعصر } خَتمَ اللهُ لَهُ بالصَّبْرِ ، وكَانَ مَعَ أصْحابِ رسول اللهِ يَوْمَ القِيَامَةٍ »{[1]} والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.