جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ} (3)

{ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ، فإنهم فازوا ، وربحوا ؛ لأنهم اشتروا الآخرة الباقية بالدنيا الفانية ، { وتواصوا } : أوصى بعضهم بعضا ، { بالحق } : بالقرآن أو بما هو الخير ، { وتواصوا بالصبر{[5455]} } : على المصائب ، أو عن المعاصي ، يعني : يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويحكى عن بعض الأكابر أنه قال : فهمت معنى سورة { والعصر } عن بائع ثلج ، يقول : ارحموا على من رأس ماله يذوب{[5456]}

اللهم وفقنا لمرضاتك{[5457]} .


[5455]:هذه الآية وعيد شديد، وذلك لأنه تعالى حكم بالخسارة على جميع الناس إلا من كان آتيا بهذه الأشياء وهي الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، فدل ذلك على أن النجاة معلقة بمجموع هذه الأمور/12 كبير.
[5456]:أي أنه تأمل كلام هذا الرجل فقاس خسران الإنسان بذهاب عمره هباء الذي هو رأس ماله بذهاب رأس مال هذا الرجل هباء وهو الثلج، وهذه النكتة مناسبة حدا لإقسامه سبحانه بالعصر، ففيه إشارة إلى قيمة الوقت والزمن الذي هو رأس مال الإنسان.
[5457]:وفي النسخة (ن): بإرضائك.