ثم استثنى فقال عز وجل { إِلاَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات } فإنهم غير منقوصين . قال القتبي : الخسر النقصان ، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجرٌ غير منقوص ، كما قال الله تعالى { ثم رددناه أسفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } يعني : يكتب لهم ثواب عملهم وإن ضعفوا عن العمل . قال الزجاج : إن الإنسان أراد به الناس ، والخسران واحد ، ومعناه إن الإنسان الكافر والعاملين بغير طاعة الله تعالى لفي خسر ، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ ( والعصر ونوايب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه لفي لعنة إلى آخر الدهر ) . ويقال : أقسم الله تعالى بخالق الدهر إن الإنسان لفي خسر يعني : أبا جهل والوليد بن المغيرة ومن كان في مثل حالهما ، ثم استثنى المؤمنين فقال : { إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات } يعني : أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً رضوان الله تعالى عليهم أجمعين { وَتَوَاصَوْاْ بالحق } يعني : تحاثوا على القرآن ، يعني : يُرَغِّبون في الإيمان بالقرآن والأعمال الصالحة { وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } يعني : تحاثوا على الصبر على عبادة الله تعالى وعلى الشدائد ، فيرغبون الناس على ذلك ، ويقال : بالصبر على المكاره ، فإن الجنة حفت بالمكاره ، والله تعالى أعلم بالصواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.