صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

{ كتب الله عليهم الجلاء } قدر وقضى عليهم الخروج أو الإخراج من وطنهم على هذه الصورة اللائقة بهم جزاء خيانتهم . يقال : جلا عن وطنه وجلاه عنه جلاء خرج ، وأجلاه عنه إجلاء : أخرجه ، والواحد جال ، والجماعة جالية .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

الجلاء : الخروج عن الوطن .

ثم بين الله تعالى أن الجلاء الذي كُتب عليهم ، كان أخفَّ من القتل والأسر فقال : { وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ الله عَلَيْهِمُ الجلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدنيا وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابُ النار } .

ولولا أن الله قدّر جلاءهم عن المدينة ، وخروجهم أذلاّء ، لعذّبهم في الدنيا بما هو أفظعُ منه من قتلٍ أو أسر ، ولهم في الآخرة عذاب النار في جهنم وبئس القرار .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

قوله تعالى : { ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء }أي لولا أنه قضى أنه سيجليهم عن دارهم وأنهم يبقون مدة فيؤمن بعضهم ويولد لهم من يؤمن . { لعذبهم في الدنيا } أي بالقتل والسبي كما فعل ببني قريظة . والجلاء مفارقة الوطن يقال : جلا بنفسه جلاء ، وأجلاه غيره إجلاء . والفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحدا من وجهين : أحدهما : أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد ، والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد . الثاني : أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة ، والإخراج يكون لواحد ولجماعة ، قاله الماوردي .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

ولما دل هذا على غاية الوهن منهم{[63677]} فكان موضع التعجب من الكف {[63678]}عن قتلهم{[63679]} ، بين أن السبب في ذلك أمره الباهر وعزه القاهر حثاً على ما ختم به الآية السابقة{[63680]} من الاعتبار والتدبر والاستبصار فقال : { ولولا أن كتب الله } أي فرض فرضاً حتماً الملك الذي له الأمر كله ، ودل على أنه كتب إذلالاً وإخزاء بقوله : { عليهم } أي بخصوصهم فيما كتب على بني إسرائيل في الأزل كما كتب على بني قينقاع { الجلاء } أي الخروج من ديارهم والجولان في الأرض ، فأما معظمهم فأجلاهم بخت نصر من بلاد الشام إلى العراق ، وأما هؤلاء فحماهم الله بمهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك الجلاء وجعله على يدي{[63681]} رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأجلاهم فذهب بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى الشام مرة بعد مرة { لعذبهم في الدنيا } أي بالسيف كما سيفعل{[63682]} بأخوالهم من بني قريظة الذين كتب عليهم العذاب دون الجلاء من قتل المقاتلة وسبي الذرية ، فإنه تعالى قد قضى قضاء حتماً أنه يطهر المدينة بلد الوحي منهم .

ولما كان التقدير : ولكنه كتب عليهم ذلك فهو عذابهم الآن في الدنيا لا محالة وإن اجتمع أهل الأرض على نصرهم ، عطف عليه قوله على طريق التهكم بالتعبير بأداة النفع : { ولهم } أي{[63683]} على كل حال أجلوا أو تركوا { في الآخرة } التي هي دار البقاء { عذاب النار * } وهو العذاب الأكبر .


[63677]:- في ظ: فيهم.
[63678]:- من ظ وم، وفي الأصل: من قبلهم.
[63679]:- من ظ وم، وفي الأصل: من قبلهم.
[63680]:- من ظ وم، وفي الأصل: السالفة.
[63681]:- من ظ وم، وفي الأصل: يد.
[63682]:- من ظ وم، وفي الأصل: فعل.
[63683]:- سقط من م.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

{ ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار } .

{ ولولا أن كتب الله } قضى { عليهم الجلاء } الخروج من الوطن { لعذبهم في الدنيا } بالقتل والسبي كما فعل بقريظة من اليهود { ولهم في الآخرة عذاب النار } .