فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

{ وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ الله عَلَيْهِمُ الجلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدنيا } أي لولا أن كتب الله عليهم الخروج من أوطانهم على ذلك الوجه وقضى به عليهم لعذبهم بالقتل والسبي في الدنيا كما فعل ببني قريظة . والجلاء : مفارقة الوطن ، يقال : جلا بنفسه جلاء ، وأجلاه غيره إجلاءً . والفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحداً من جهتين : إحداهما أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد ، والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد . الثاني : أن الجلاء لا يكون إلاّ لجماعة ، والإخراج يكون لجماعة ولواحد ، كذا قال الماوردي .

{ وَلَهُمْ فِي الآخرة عَذَابُ النار } هذه الجملة مستأنفة غير متعلقة بجواب «لولا » متضمنة لبيان ما يحصل لهم في الآخرة من العذاب وإن نجوا من عذاب الدنيا .

/خ7