فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ} (3)

{ ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء } أي الخروج من أوطانهم على ذلك الوجه مع الأهل والولد ، وقضى به عليهم { لعذبهم } بالقتل والسبي { في الدنيا } كما فعل ببني قريظة ، والجلاء مفارقة الوطن ، يقال : جلا بنفسه جلاء ، وأجلاه غير إجلاء ، والفرق بين الجلاء والإخراج- وإن كان معناها في الأبعاد واحدا- من جهتين إحداهما أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد ، والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد ، الثاني أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة والإخراج يكون لجماعة ولواحد كذا قال الماوردي .

{ ولهم في الآخرة عذاب النار } مستأنفة غير متعلقة بجواب لولا ، متضمنة لبيان ما يحصل لهم في الآخرة من العذاب ، وإن نجوا من عذاب الدنيا .