صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

{ لأنتم } أيها المؤمنون ، { أشد رهبة } أي مرهوبية{ في صدورهم } أي صدور المنافقين ، { من الله } من رهبتهم من الله ؛ فقد كانوا يظهرون لكم خوف الله ؛ وأنتم أهيب في صدورهم من الله .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

ثم بين الله السببَ في عدم نُصرتهم لليهود ، والدخول مع المؤمنين في قتال فقال :

{ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِّنَ الله ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } .

إنكم أيها المسلمون أشدّ مهابةً في صدور المنافقين واليهودِ من الله ، وذلك لأنهم قوم لا يعلمون حقيقة الإيمان .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

والسبب الذي أوجب لهم ذلك  أنكم{[1044]} - أيها المؤمنون - { أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } فخافوا منكم أعظم مما يخافون الله ، وقدموا مخافة المخلوق الذي لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ، على مخافة الخالق ، الذي بيده الضر والنفع ، والعطاء والمنع .

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ } مراتب الأمور ، ولا يعرفون حقائق الأشياء ، ولا يتصورون العواقب ، وإنما الفقه كل الفقه ، أن يكون خوف الخالق ورجاؤه ومحبته مقدمة على غيرها ، وغيرها تبعا لها .


[1044]:- في ب: حملهم على ذلك
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

قوله تعالى : { لأنتم } يا معشر المسلمين ، { أشد رهبةً في صدورهم من الله } أي يرهبونكم أشد من رهبتهم من الله ، { ذلك } يعني ذلك الخوف منكم ، { بأنهم قوم لا يفقهون } عظمة الله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

ولما كان ربما قيل : إن تركهم لنصرهم إنما هو لخوف الله أو غير ذلك مما يحسن وقعه{[64025]} ، علل بما ينفي ذلك ويظهر أن محط نظرهم المحسوسات كالبهائم فقال مؤكداً له لأجل أن أهل النفاق ينكرون ذلك وكذا من قرب حاله منهم : { لا أنتم } أيها المؤمنون { أشد رهبة } أي من جهة الرهبة وهو تمييز محول عن المبتدأ أي لرهبتكم الكائنة فيهم{[64026]} أشد وأعظم{[64027]} { في صدورهم } أي اليهود ومن ينصرهم {[64028]}مما أفاض{[64029]} إليها من قلوبهم { من الله } أي من رهبتهم التي يظهرونها لكم منه وإن ذكروه بكل صفة من صفاته فرهبتهم منكم بسبب لإظهارهم أنه يرهبون الله رياء لكم .

ولما كان هذا مما يتعجب منه المؤمن علله بقوله : { ذلك } أي الأمر الغريب وهو خوفهم الثابت اللازم من مخلوق مثلهم ضعيف يزينهم له وعدم خوفهم من الخالق على ما له من العظمة في ذاته ولكونه غنياً عنهم { بأنهم قوم } أي{[64030]} على ما لهم من القوة { لا يفقهون * } أي لا يتجدد لهم بسبب كفرهم واعتمادهم على مكرهم في وقت من الأوقات فهم يشرح صدورهم ليدركوا به أن الله هو الذي ينبغي إن يخشى لا غيره ، بل هم كالحيوانات لا نظر لهم إلى الغيب إنما هم مع المحسوسات ، والفقه هو العلم بمفهوم الكلام ظاهره الجلي وغامضه الخفي بسرعة فطنة وجودة قريحة .


[64025]:- من ظ وم، وفي الأصل: وقفة.
[64026]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيكم.
[64027]:- في ظ وم: أعظمها.
[64028]:- في ظ: ينصرونهم.
[64029]:- من م، وفي الأصل و ظ: أقاص.
[64030]:- زيد من م.