إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

{ لأنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً } أي أشدُّ مرهوبيةً على أنها مصدرٌ من المبنيِّ للمفعولِ { فِي صُدُورِهِمْ منَ الله } أي رهبتُهُم منكُم في السرِّ أشدُّ مما يظهرونَهُ لكم من رهبةِ الله فإنهم كانُوا يدَّعونَ عندَهُم رهبةً عظيمةً من الله تعالى { ذلك } أي ما ذُكِرَ من كونِ رهبتِهِم منكُم أشدَّ من رهبةِ الله { بِأَنَّهُمْ } بسببِ أنَّهُم { قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ } أيْ شيئاً حتى يعلمُوا عظمةَ الله تعالى فيخشَوه حقَّ خشيتِهِ .