فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

{ لأنتم أشد رهبة في صدورهم } أي لأنتم يا معاشر المسلمين أشد خوفا وخشية في صدور المنافقين أو صدور اليهود ، أو صدور الجميع { من الله } أي من رهبة الله ، والرهبة هنا بمعنى المرهوبية ، لأنها مصدر من المبني للمفعول وفيه دلالة على نفاقهم ، يعني أنهم يظهرون لكم في العلانية خوف الله ، وأنتم أهيب في صدورهم منه { ذلك بأنهم قوم لا يفقهون } أي ما ذكر من الرهبة الموصوفة بسبب عدم فقههم بشيء من الأشياء ، ولو كان لهم فقه لعلموا أن الله سبحانه هو الذي سلطكم عليهم ، فهو أحق بالرهبة منه دونكم .