الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

{ رَهْبَةً } مصدر رهب المبني للمفعول ، كأنه قيل : أشد مرهوبية . وقوله : { فِى صُدُورِهِمْ } دلالة على نفاقهم ، يعني أنهم يظهرون لكم في العلانية خوف الله وأنتم أهيب في صدورهم من الله .

فإن قلت : كأنهم كانوا يرهبون من الله حتى تكون رهبتهم منهم أشدّ . قلت : معناه أن رهبتهم في السر منكم أشدّ من رهبتهم من الله التي يظهرونها لكم - وكانو يظهرون لهم رهبة شديدة من الله - ويجوز أن يريد أنّ اليهود يخافونكم في صدورهم أشدّ من خوفهم من الله ؛ لأنهم كانوا قوماً أولى بأس ونجدة ، فكانوا يتشجعون لهم مع إضمار الخيفة في صدورهم { لاَّ يَفْقَهُونَ } لا يعلمون الله وعظمته حتى يخشوه حق خشيته .