فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

{ لأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مّنَ الله } أي لأنتم يا معاشر المسلمين أشدّ خوفاً وخشية في صدور المنافقين ، أو صدور اليهود ، أو صدور الجميع من الله : أي من رهبة الله ، والرهبة هنا بمعنى : المرهوبية ، لأنها مصدر من المبني للمفعول ، وانتصابها على التمييز { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } أي ما ذكر من الرهبة الموصوفة بسبب عدم فقههم لشيء من الأشياء ولو كان لهم فقه لعلموا أن الله سبحانه هو الذي سلطكم عليهم ، فهو أحقّ بالرهبة منه دونكم .

/خ20