غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةٗ فِي صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ} (13)

2

ثم بيّن الحكمة في الغزو فقال :{ لأنتم أشد رهبة } قال في الكشاف : أي مرهوبية هي مصدر رهب المبني للمفعول . وقوله :{ في صدورهم } دلالة على نفاقهم يعني أنهم يظهرون لكم في العلانية خوف الله خوفاً شديداً ورهبتهم في السر منكم أشد من ذلك لأنهم لا يفقهون عظمة الله فلا يخشونه حق خشيته . وجوز أن يكون المراد أن اليهود يخافونكم في صدورهم أشد من خوفهم من الله وكانوا يتشجعون للمسلمين مع إضمار الخيفة في صدورهم . قلت : الأظهر أن المراد أنتم فيه أكثر مكانة من مواعظ الله أو لثمرة جهادكم معهم أوفر من ثمرة ترهبهم بعقاب الله ، { ذلك بأنهم قوم لا يفقهون } من سر التكاليف وتبعة الكفر والنفاق في الآخرة فلا يرتدعون إلا خوفاً من العقوبة العاجلة . ومن هذا أخذ عمر فقال : ما يزع السلطان أي يمنع أكثر مما يزع القرآن . وقال الشاعر :

السيف أصدق إنباء من الكتب *** . . . . . . . .

وقيل : العبد لا يردعه إلا العصا .

/خ24