صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

{ ولنبلونكم } أي ولنعاملنكم معاملة المختبر بالأمر بالجهاد ونحوه من التكاليف الشاقة .

{ حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } علما شهوديا يشهده غيرنا ، مطابقا لما نعلمه علما غيبيا ؛ فنستخرج منكم ما جبلتم عليه مما لا يعلمه أحد منكم . أو علما يتعلق به الجزاء .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

ولنبلونَّكم : لنختبرنكم .

ولنختبرنّكم أيها المؤمنون ، بالجهاد وتكاليف الشريعة ، حتى نعلمَ المجاهدين منكم والصابرين في البأساء والضراء ، ونعرفَ الصادقَ منكم في إيمانه من الكاذب .

قال إبراهيم بن الأشعث : كان الفضيل بن عياض ، شيخ الحرم وأستاذ زمانه ، إذا قرأ هذه الآية بكى وقال : اللهمّ لا تبتلينا ، فإنك إذا بَلَوْتنا فضحْتَنا وهتكتَ أستارنا .

قراءات :

قرأ أبو بكر : وليبلونكم حتى يعلم المجاهدين . . . . ويبلوا أخباركم . هذه الأفعال الثلاثة بالياء . والباقون : بالنون كما هو في المصحف .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

ثم ذكر أعظم امتحان يمتحن به عباده ، وهو الجهاد في سبيل الله ، فقال : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } أي : نختبر إيمانكم وصبركم ، { حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ } فمن امتثل أمر الله وجاهد في سبيل الله لنصر دينه وإعلاء كلمته فهو المؤمن حقا ، ومن تكاسل عن ذلك ، كان ذلك نقصا في إيمانه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

قوله تعالى : { والله يعلم أعمالكم ولنبلونكم } ولنعاملنكم معاملة المختبر بأن نأمركم بالجهاد والقتال ، { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } أي : علم الوجود ، يريد : حتى يتبين المجاهد والصابر على دينه من غيره ، { ونبلو أخباركم } أي نظهرها ونكشفها بإباء من يأبى القتال ، ولا يصبر على الجهاد . وقرأ أبو بكر عن عاصم : وليبلونكم حتى يعلم ، ويبلو بالياء فيهن ، لقوله تعالى : { والله يعلم أعمالكم } وقرأ الآخرون بالنون فيهن ، لقوله تعالى : { ولو نشاء لأريناكهم } وقرأ يعقوب : ونبلو ساكنة الواو ، رداً على قوله : { ولنبلونكم } وقرأ الآخرون بالفتح رداً على قوله : { حتى نعلم } .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

{ ولنبلونكم } بالجهاد { حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين } العلم الذي يقع به الجزاء { ونبلو أخباركم } أي ونكشف ما تسرون

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (31)

ولما أخبر سبحانه أنه يعرفهم لنبيه صلى الله عليه وسلم ، أتبعه الإخبار بأنه يعرفهم لكافة المؤمنين أيضاً ، فقال مؤكداً لأجل ظنهم أن عندهم من الملكة الشديدة والعقل الرصين ما يخفون به أمورهم : { ولنبلونكم } أي نعاملكم معاملة المبتلى بأن تخالطكم بما لنا من صفات{[59878]} العظمة بالأوامر الشديدة على النفوس والنواهي الكريهة إليها والمصائب ، خلطة مميلة محيلة ، وهكذا التقدير في الفعلين الآتيين في قراءة الجماعة{[59879]} بالنون جرياً على الأسلوب الأول ، وفي قراءة أبي بكر عن عاصم بالياء الضمير لله تعالى الذي هو محيط بصفات{[59880]} العظمة الراجعة إلى القهر وغيرها{[59881]} من صفات الإكرام{[59882]} الآئلة إلى الإنعام ، فهو في غاية الموافقة لقراءة النون { حتى نعلم } بالابتلاء علماً شهودياً يشهده غيرنا مطابقاً لما كنا تعلمه علماً غيبياً فنستخرج{[59883]} من سرائركم ما كوناه فيكم وجبلناكم عليه مما لا يعلمه أحد منكم-{[59884]} بل ولا تعلمونه أنتم حق علمه { المجاهدين منكم } في القتال وفي-{[59885]} سائر الأعمال والشدائد والأهوال امتثالاً للأمر بذلك .

ولما كان عماد الجهاد الصبر على المكاره قال تأكيداً لأمره : { والصابرين } أي على شدائد الجهاد وغيره من الأنكاد ، قال القشيري : فبالابتلاء والامتحان تتبين جواهر الرجال ، فيظهر المخلص ويتضح المماذق وينكشف المنافق . ولما نصب معياراً للعلم بالذوات ، أتبعه مسباراً{[59886]} للمعرفة للأخيار ، فقال عاطفاً على " نعلم " في رواية الجماعة وعلى " نبلو " في الرواية عن يعقوب بإسكان الواو : { ونبلوا أخباركم } أي نخالطها{[59887]} بأن نسلط عليها من يحرفها فيجعل حسنها قبيحاً وقبيحاً مليحاً{[59888]} ليظهر للناس العامل لله{[59889]} والعامل للشيطان ، فإن العامل لله إذا سمى قبيحه باسم الحسن علم أن ذلك إحسان{[59890]} من الله إليه فيستحيي منه ويرجع إليه ، وإذا سمى حسنه باسم القبيح واشتهر به علم أن ذلك لطف من الله به كيلا يدركه العجب أو يهاجمه{[59891]} الرياء فيزيد في إحسانه ، والعامل للشيطان يزداد في القبائح . لأن شهرته عند الناس محط نظره ، ويرجع عن{[59892]} الحسن لأنه لم يوصله إلى ما أراد به من ثناء الناس عليه بالخبر ولم يؤكد بنا ، وفي قراءة يعقوب{[59893]} إشارة إلى أن إحالة حال المخبر بعد ظهور خبره أسهل من إحالته قبل ظهوره ، وعن الفضيل أنه كان إذا قرأ هذه الآية بكى وقال : اللهم لا تبلنا فإنك إن بلوتنا هتكت أستارنا وفضحتنا .


[59878]:سقط من ظ و م ومد.
[59879]:راجع نثر المرجان 6/606.
[59880]:زيد في الأصل: الكمال و، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59881]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: غيره.
[59882]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لاقدرة.
[59883]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فسيخرج.
[59884]:زيد من م ومد.
[59885]:زيد من م ومد.
[59886]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: معيارا.
[59887]:نم ظ و م ومد، وفي الأصل: إنما بعلمنا.
[59888]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: حسنا.
[59889]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: به.
[59890]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: إحسانا.
[59891]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: يهاجه.
[59892]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: في.
[59893]:راجع نثر المرجان 6/606.