صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

{ وغدوا على حرد قادرين } ساروا إلى جنتهم غدوة على أمر قد قصدوه واعتمدوه ، واستسروه بينهم قادرين عليه في أنفسهم ، وهو حرمان المساكين والحرد : القصد ؛ من قولهم : حرد فلان حرد فلان – من باب ضرب – أي قصد قصده . أو غدوا إلى جنتهم منفردين عن المساكين ليس أحد منهم معهم ، قادرين على صرامها ؛ من حرد عن قومه : إذا تنحى عنهم ونزل منفردا ؛ ومنه رجل حريد : أي وحيد .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

على حَرْد : على المنع ، أي يمنعون كل أحد .

وغدَوا إليها في حماسة وهم يظنّون أنهم قادرون على تنفيذ ما خطّطوا له .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

{ وَغَدَوْا } في هذه الحالة الشنيعة ، والقسوة ، وعدم الرحمة { عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ } أي : على إمساك ومنع لحق الله ، جازمين بقدرتهم عليها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وغدوا على حرد قادرين} على حدة في أنفسهم، قادرين على جنتهم...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

معنى قوله" وَغَدَوْا على حَرْدٍ قادرِينَ": وَغدوا على أمر قد قصدوه واعتمدوه، واستسرّوه بينهم، قادرين عليه في أنفسهم.

الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :

قال ابن عباس: على قدرة قادرين في أنفسهم.

وقال أبو العالية والحسن: على جد وجهد.

وللنخعي والقرطبي ومجاهد وعكرمة: على أمر مجتمع قد أسّسوه بينهم.

وقيل: على قوّة...

وقال سفيان: على حنق وغضب...

وقال أبو عبيدة والقتيبي: على منع.

والحرد، والمحاردة: المنع، تقول العرب: حاردت السنة، إذا لم يكن فيها مطر، وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

الحرد: من حردت السنة إذا منعت خيرها؛ وحردت الإبل إذا منعت درّها. والمعنىّ: وغدوا قادرين على نكد لا غير، عاجزين عن النفع، يعني أنهم عزموا أن يتنكدوا على المساكين ويحرموهم وهم قادرون على نفعهم، فغدوا بحال فقر وذهاب مال لا يقدرون فيها إلا على النكد والحرمان، وذلك أنهم طلبوا حرمان المساكين فتعجلوا الحرمان والمسكنة.

أو وغدوا على محاردة جنتهم وذهاب خيرها قادرين، بدل كونهم قادرين على إصابة خيرها ومنافعها، أي: غدوا حاصلين على الحرمان مكان الانتفاع،

أو لما قالوا اغدوا على حرثكم وقد خبثت نيتهم: عاقبهم الله بأن حاردت جنتهم وحرموا خيرها، فلم يغدوا على حرث وإنما غدوا على حرد.

و {قادرين} من عكس الكلام للتهكم، أي: قادرين على ما عزموا عليه من الصرام وحرمان المساكين،

وقيل: الحرد القصد والسرعة؛ يقال: حردت حردك. وقطا حراد: سراع،

يعني: وغدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة ونشاط، قادرين عند أنفسهم، يقولون: نحن نقدر على صرامها وزيّ منفعتها عن المساكين... غدواً على تلك الجنة قادرين على صرامها عند أنفسهم. أو مقدرين أن يتم لهم مرادهم من الصرام والحرمان...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وقوله تعالى: {قادرين} يحتمل أن يكون من التقدير، كأنهم قد قدروا على المساكين، أي ضيقوا عليهم، ومنه قوله تعالى: {ومن قدر عليه رزقه} [الطلاق: 7].

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

إن السياق ما يزال يسخر من الماكرين المبيتين: (وغدوا على حرد قادرين)! أجل إنهم لقادرون على المنع والحرمان.. حرمان أنفسهم على أقل تقدير!!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

أي انطلقوا في حال كونهم غادين قادرين على حَرد. وذُكِر فعل {غَدَوا} في جملة الحال لقصد التعجيب من ذلك الغدوِّ النحس...

.

والتعبير بقادرين على حرد دون أن يقول: وغدوا حاردين تهكم لأن شأن فعل القدرة أن يذكر في الأفعال التي يشق على الناس إتيانها، قال تعالى: {لا يَقدرون على شيء مما كسبوا} [البقرة: 264] وقال: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} [القيامة: 4] فقوله: {على حرد قادرين} على هذا الاحتمال من باب قولهم: فلان لا يملك إلاّ الحِرمان أو لا يقدر إلاّ على الخيبة...

وفي الكلام تعريض بأنهم خابوا، دل عليه قوله بعده: {فلما رأوها قالوا إنا لضالون} [القلم: 26]، وقولُه قبله {فطاف عليها طائف من ربّك وهم نائمون}.

وإذا أريد بالحرد الغضب والحَنق...أي غدوا لا قدرة لهم إلاّ على الحَنق والغضب على المساكين، لأنهم يقتحمون عليهم جنتهم كل يوم، فتحيلوا عليهم بالتبكير إلى جذاذها، أي لم يقدروا إلاّ على الغضب والحنق ولم يقدروا على ما أرادوه من اجتناء ثمر الجنة.

وعن السدي: أن {حَرد} اسم قريتهم، أي جنتهم. وأحسب أنه تفسير ملفق وكأنَّ صاحبه تصيده من فعلي {اغْدُوا وغَدوا}.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

«حرد» على وزن «فرد» بمعنى الممانعة التي تكون توأماً مع الشدّة والغضب، نعم إنّهم كانوا في حالة عصبية وانفعالية من حاجة الفقراء لهم وانتظار عطاياهم، ولذا كان القرار بتصميم أكيد على منعهم من ذلك...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

" وغدوا على حرد قادرين " أي على قصد وقدرة في أنفسهم ويظنون أنهم تمكنوا من مرادهم . قال معناه ابن عباس وغيره . والحرد القصد . حرَد يحرِد ( بالكسر ) حردا قصد . تقول : حردْتُ حردَك ، أي قصدت قصدك . ومنه قول الراجز :

أقبل سَيْلٌ جاء من عند الله *** يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّة المُغِلَّهْ

أنشده النحاس :

قد جاء سيل جاء من أمر الله *** يحرد حرد الجنة المغلة

قال البرد : المُغِلة ذات الغلة . وقال غيره : المِغَلة التي يجري الماء في غللها{[15261]} أي في أصولها . ومنه تغللت بالغالية . ومنه تغليت ، أبدل من اللام ياء . ومن قال : تغلفت فمعناه عنده جعلتها غلافا . وقال قتادة ومجاهد : " على حرد " أي على جد . الحسن : على حاجة وفاقة . وقال أبو عبيدة والقتيبي : على حرد على منع ، من قولهم حاردت الإبل حرادا أي قلت ألبانها . والحرود من النوق القليلة الدر . وحاردت السنة قل مطرها وخيرها . وقال السدي وسفيان : " على حرد " على غضب . والحرد الغضب . قال أبو نصر أحمد بن حاتم صاحب الأصمعي : وهو مخفف ، وأنشد شعراً :

إذا جِياد الخيل جاءت تَرْدِي *** مملوءةً من غضبٍ وحَرْدِ

وقال ابن السكيت : وقد يحرك ، تقول منه : حرِد ( بالكسر ) حَرَدا ، فهو حارد وحردان . ومنه قيل : أسد حارد ، وليوث حوارد . وقيل : " على حرد " على انفراد . يقال : حرَد يحرِد حُرودا ؛ أي تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم يخالطهم . وقال أبو زيد : رجل حَرِيد من قوم حُرَدَاء . وقد حرِد يحرِد حرودا ، إذا ترك قومه وتحول عنهم . وكوكب حريد ، أي معتزل عن الكواكب . قال الأصمعي : رجل حريد ، أي فريد وحيد . قال والمنحرد المنفرد في لغة هذيل . وأنشد لأبي ذؤيب :

كأنه كوكبٌ في الجو مُنْحَرِدُ

ورواه أبو عمرو بالجيم ، وفسره : منفرد . قال : وهو سهيل . وقال الأزهري : حرد اسم قريتهم . السدي : اسم جنتهم ، وفيه لغتان : حَرْدٌ وحَرَد . وقرأ العامة بالإسكان . وقرأ أبو العالية وابن السميقع بالفتح ، وهما لغتان . ومعنى " قادرين " قد قدروا أموهم وبنوا عليه ، قاله الفراء . وقال قتادة : قادرين على جنتهم عند أنفسهم . وقال الشعبي : " قادرين " يعني على المساكين . وقيل : معناه من الوجود ، أي منعوا وهم واجدون .


[15261]:الذي في كتب اللغة: الغلل: الماء الذي يجري في أصول الشجر، أو الماء الظاهر الجاري.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

وأكد كون انطلاقهم حال الإصباح بقوله : { وغدوا } أي ساروا إليها غدوة { على حرد } لا غيره وهو القصد وشدة الغضب مع الجزم بالأمر واللجاج فيه والسرعة والنكد بالمنع وقلة الخير ، من حاردت السنة أي لم يكن فيها{[67560]} مطر ، والإبل : منعت درها ، وحرد - إذا أسرع { قادرين * } عند أنفسهم وفي زعمهم بدليل عدم استثنائهم فإن الجزم على الفعل في المستقبل فضلاً عن أن يكون مع الخلف فعل من لا كفؤ له ،


[67560]:- من م، وفي الأصل وظ: بها.