فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

{ وغدوا } أي ساروا إليها غدوة { على حرد } الحرد يكون بمعنى المنع والغضب والقصد ، قال قتادة ومقاتل والكلبي والحسن ومجاهد : الحرد هنا بمعنى القصد لأن القاصد إلى الشيء حارد ، يقال حرد يحرد إذا قصد تقول حردت حردك أي قصدت قصدك وبابه ضرب ، وقال أبو نصر صاحب الأصمعي : هو مخفف فعلى هذا بابه فهم ، وقال ابن السكيت : وقد يحرك فعلى هذا بابه طرب فهو حارد وحردان انتهى ، وقال أبو عبيدة والمبرد والقتيبي : على حرد على منع من قولهم حردت الإبل حردا إذا قلت ألبانها ، والحرود من النوق هي القليلة اللبن ، وقال السدي وسفيان والشعبي : على حرد على غضب ، وعن قتادة ومجاهد أيضا : على حرد على حسد ، وقال الحسن أيضا : على حاجة وفاقة ، وقيل على حرد على انفراد يقال حرد يحرد حردا وحرودا إذا تنحى عن قومه ونزل منفردا عنهم ولم يخالطهم . وبه قال الأصمعي وغيره . وقد فسرت الآية الكريمة بجميع ما ذكرت ، وقال الأزهري " حرد " اسم قريتهم ، وقال السدي اسم جنتهم ، وقرأ الجمهور حرد بسكون الراء وقرئ بفتحها .

قال الفراء ومعنى { قادرين } قد قدروا أمرهم وبنوا عليه في ظنهم ، وأما في الواقع فليس كذلك لهلاك الثمر عليهم وعلى الفقراء ، ففي نفس الأمر لم يمنعوهم منه ، وقال قتادة قادرين على جنتهم عند أنفسهم ، وقال الشعبي يعني قادرين على المساكين . وقال ابن عباس ذوو قدرة أو من التقدير ، وهو التضييق أي مضيقين على المساكين .