الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَغَدَوۡاْ عَلَىٰ حَرۡدٖ قَٰدِرِينَ} (25)

{ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ } .

قال ابن عباس : على قدرة قادرين في أنفسهم . وقال أبو العالية والحسن : على جد وجهد . وللنخعي والقرطبي ومجاهد وعكرمة : على أمر مجتمع قد أسّسوه بينهم . وروى معمر عن الحسن قال : على فاقة ، وقيل : على قوّة ، وقال السدي : الحرد : اسم الجنّة . وقال سفيان : على حنق وغضب ، ومنه قول الأشهب بن رملة :

أسود شرى لاقت أسود خفية *** تساقوا على حرد دماء الأساود

وفيه لغتان حرّد وحَرَد ، مثل الدرّك والدرك ، وقال أبو عبيدة والقتيبي : على منع والحرد ، والمحاردة : المنع ، تقول العرب : حاردت السنة ، إذا لم يكن فيها مطر ، وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن .

قال الشاعر :

فإذا ما حاردت أو بكأت *** فت عن حاجب أخرى طينها

وقيل : على قصد ، قال الراجز :

وجاء سيل كان من أمر الله *** يحرد حرد الجنّة المغلة

وقال آخر :

إمّا إذا حردت حردي فمجرية *** ضبطاء تسكن غيلا غير مقروب