قوله : { وَغَدَوْاْ على حَرْدٍ قَادِرِينَ } .
يجوز أن يكون «قَادِريْنَ » حالاً من فاعل «غَدَوْا » و «عَلى حَرْدٍ » متعلق به وأن يكون «على حَردٍ » هو الحال و «قَادِريْنَ » إما حال ثانية ، وإما حال من ضمير الحالِ الأول .
والحرد : قيل : الغضب والحنق . قاله السديُّ وسفيان .
وأنشد للأشهب بن رميلة : [ الطويل ]
4825 - أسُودُ شَرًى لاقَتْ أسُودَ خَفيَّةٍ*** تَساقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأسَاوِدِ{[57631]}
4826 - إذَا جِيادُ الخَيْلِ جَاءتْ تَرْدِي*** مَملُوءةً مِنْ غضَبٍ وحَرْدِ{[57632]}
عطف لما تغاير اللفظان ؛ كقوله : [ الوافر ]
4827 - . . . *** وألْفَى قوْلهَا كذِباً ومَيْنَا{[57633]}
قال أبو عبيدة والقتيبي : «عَلى حَرْدٍ » على منع من حاردت الناقة حراداً ، أي : قل لبنها .
والحرود من النوق القليلة الدر ، وحاردت السَّنةُ : قل مطرها ، وخيرها .
ويقال : حرد - بالكسر - يحرد حرداً ، وقد تفتح فيقال : حَرَدَ فهو حردان وحارد ، وليوث حوارد .
وقيل : الحرد ، والحرود : الانفراد ، يقال : حَرَدَ - بالفتح - يَحْرُدُ - بالضم - حروداً وحرداً ، أي : انعزل . ومنه كوكب حارد ، أي : منفرد .
وقال القرطبيُّ{[57634]} : يقال : حرد يحرد حروداً ، أي : تنحى عن قومه ، ولم يخالطهم .
وقال أبو زيدٍ : رجل حريد من قوم حرداء ، وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً إذا ترك قومه ، وتحول عنهم .
قال الأصمعي : رجل حريد ، أي : فريد وحيد ، قال : والمنفرد والمنحرد في لغة هذيل وأنشد لأبي ذؤيب : [ البسيط ]
4828 - . . . *** كأنَّهُ كَوكَبٌ في الجَوِّ مُنْحِرِدُ{[57635]}
ورواه أبو عمرو : بالجيم ، قال : وهو سهيل .
وقيل : الحردُ القصد ، يقال : حَرَد يحْرِدُ - بالكسر - حرداً ، قصداً ، تقول : حردت حردك ، أي : قصدت قصدك ؛ قال الراجز : [ الرجز ]
4829 - أقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّه*** يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ{[57636]}
وقال قتادة ومجاهدٌ : «عَلى حَرْدٍ » ، أي : على جد وجهد{[57637]} .
وقال القرطبيُّ ومجاهد وعكرمة : أي : على أمر مجتمع قد أسموه بينهم{[57638]} .
قال البغويُّ : «وهذا معنى القصدِ » .
وقال الحسنُ : على حاجةٍ وفاقةٍ{[57639]} .
وقيل : الحرد اسم جنتهم بعينها ، قاله السديُّ .
وقال الأزهريُّ : حرد اسم قريتهم . وفيهما بعد . و «قَادِريْنَ » إما من القدرة وهو الظاهرُ ، وإما من التقدير ، وهو التضييق ، أي : مضيقين على المساكين .
وقرأ أبو العالية{[57640]} وابن السميفع : بالفتح ، وهما لغتان .
قال الفرَّاء : ومعنى «قادرين » قد قدروا أمرهم ، وبنوا عليه .
وقال قتادة : قادرين على جنتهم عند أنفسهم{[57641]} .
وقال الشعبيُّ : قادرين على المساكين .
وقيل : معناه من الوجود ، أي : منعوا وهم واجدون .
ومعنى الآيةِ : وغدوا ، وكانوا عند أنفسهم ، وفي ظنهم أنهم قادرون على منع المساكينَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.