صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

{ إذا السماء انشقت } انصدعت وتفطرت بالغمام حتى فسدت واختل نظامها ؛ قال تعالى : " ويوم تشقق السماء بالغمام " {[397]}

وجواب الشرط وما عطف عليه من الموضعين محذوف ، تقديره : لاقى الإنسان ربه فوفاه حسابه .


[397]:آية 25 الفرقان.
 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الانشقاق مكية ، وآياتها خمس وعشرون ، نزلت بعد سورة الانفطار .

وتبدأ هذه السورة الكريمة بذكر بعض أشراط الساعة ، وخضوع الأرض والسماء لتصريفه تعالى ، كما في سورة النبأ والتكوير والانفطار ، لكنها تعرضها بتوسع وقوة ، وفي طابع خاص ، هو طابع الاستسلام لله . ففي مطلعها الخاشع الجليل تمهيد لخطاب الإنسان ، وإلقاء الخشوع في قلبه لربه ، لأنه مسوق إليه ، وعمله مسجل في كتاب سيلقاه يوم القيامة . فمن أخذه باليمين كان حسابه يسيرا ، ومن أخذه من وراء ظهره استجار من لقاء العذاب ودخول النار . ثم يأتي القسَم بظواهر من آيات الله تشهد بقدرته وتدعو الإنسان إلى الإيمان .

ثم ختمت السورة بتهديد الكافرين أن الله يعلم ما يُضمرون ، وأنه أعدّ لهم العذاب الأليم ، كما أعدّ للمؤمنين الأجر الدائم الذي لا ينقطع .

وسورة الانشقاق هادئة الإيقاع ، جليلة الإيحاء ، فيها لهجة التبصير المشفق الرحيم ، في راحة ويسر . وفي إيحاء هادئ عميق ، تطوف بالقلب البشري في مجالات كونية وإنسانية في آيات معدودة ، لا تتجاوز عدة أسطر . . وهذا ما

لا يُعهد إلا في هذا الكتاب العجيب .

انشقت السماء : تصدعت .

بين الله تعالى في مطلع هذه السورة الكريمة أهوالَ يوم القيامة ، في آيات موجَزة هي من عجائب إيجازِ القرآن وبلاغته ، وذَكَر أن ما يقع بين يدي الساعة من كوارث وأهوالٍ تُشِيبُ الوِلدان ، ويفزع لها الإنسان . فمنها :

إذا تشقّقت السماءُ وتصدّعت ، واختلَّ نظامُ العالم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي عشرون وثلاث آيات

{ إذا السماء انشقت } تنشق السماء يوم القيامة

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

مقدمة السورة:

مكية في قول الجميع ، وهي خمس وعشرون آية .

قوله تعالى : " إذا السماء انشقت " أي سمعت ، وحق لها أن تسمع . روي معناه عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " ما أذن الله لشيء كأذنه لنبي يتغنى بالقرآن " أي ما استمع الله لشيء قال الشاعر :

صُمٌّ إذا سمعوا خيرا ذكرتُ به *** وإن ذُكرْتُ بسوء عندهم أَذِنُوا

أي سمعوا . وقال قعنب ابن أم صاحب :

إن يأذَنُوا ريبةً طاروا بها فرحا *** وما هم أَذِنُوا من صالح دفنُوا

وقيل : المعنى وحقق الله عليها الاستماع لأمره بالانشقاق . وقال الضحاك : حقت : أطاعت ، وحق لها أن تطيع ربها ، لأنه خلقها . يقال : فلان محقوق بكذا . وطاعة السماء : بمعنى أنها لا تمتنع مما أراد الله بها ، ولا يبعد خلق الحياة فيها حتى تطيع وتجيب . وقال قتادة : حق لها أن تفعل ذلك . ومنه قول كثير :

فإن تكُنِ العُتْبَى فأهلا ومرحبا *** وحقت لها العُتْبَى لدينا وقَلَّتِ

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الانشقاق{[1]}

مقصودها الدلالة على آخر المطففين من أن الأولياء ينعمون والأعداء يعذبون ، لأنهم كانوا لا يقرون بالبعث ولا بالعرض على الملك الذي أوجدهم ورباهم كما يعرض الملوك عبيدهم ويحكمون بينهم فينقسمون إلى أهل ثواب وأهل عقاب ، واسمها الانشقاق {[2]}أدل دليل{[3]} على ذلك بتأمل الظرف وجوابه الدال على الناقد البصير وحسابه { بسم الله } ذي الجلال والإكرام { الرحمن } الذي كملت نعمته فشملت الخاص والعام { الرحيم* } الذي أتمها بعد العموم على أوليائه فأسعدهم بإتمام الإنعام .

لما ختمت التطفيف بأن الأولياء في نعيم ، وأن{[72315]} الأعداء في جحيم ثواباً وعقاباً ، ابتدأ هذه بالإقسام{[72316]} على ذلك فقال : { إذا السماء } أي على ما لها من الإحكام والعظمة {[72317]}والحكمة الذي لا يقدر على مثلها غيره جلت قدرته{[72318]} { انشقت * } أي فصارت واهية وفتحت أبواباً{[72319]} فتخربت وتهدمت ، وذلك بعد القيام من القبور كما مضى في الحاقة عن إحدى روايتي ابن عباس رضي الله عنهما


[1]:- هكذا ثبتت العبارة في النسخة المخزونة بالرباط – المراقش التي جعلناها أصلا وأساسا للمتن، وكذا في نسخة مكتبة المدينة ورمزها "مد" وموضعها في نسخة دار الكتب المصرية ورمزها "م": رب زدني علما يا فتاح.
[2]:- في م ومد: قال أفقر الخلائق إلى عفو الخالق؛ وفي الأصل: أبو إسحاق – مكان: أبو الحسن، والتصحيح من الأعلام للزركلي ج1 ص 50 وعكس المخطوطة أمام ص 56 وهامش الأنساب للسمعاني ج2 ص280.
[3]:- ضبطه في الأعلام بضم الراء وتخفيف الباء.
[72315]:سقط من ظ و م.
[72316]:من ظ و م، وفي الأصل: الأقسام.
[72317]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72318]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م.
[72319]:في ظ: أبوابها.