هي ثلاث أو خمس وعشرون آية وهي مكية بلا خلاف ، قال ابن عباس نزلت بمكة وعن ابن الزبير مثله .
وعن أبي رافع صليت مع أبي هريرة العتمة{[1]} فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فقلت له ، فقال سجدت خلف أبي القاسم صلى الله عليه وآله وسلم فلا أزال أسجد فيها حتى ألقاه{[2]} أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما وأخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة " قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق " .
وعن بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ في الظهر " إذا السماء انشقت ونحوها " أخرجه ابن خزيمة والروياني في مسنده والضياء المقدسي في المختارة .
{ إذا السماء انشقت } أي انصدعت وتفطرت ، فيه حذف ، والتقدير إذا انشقت السماء انشقت لأن إذا الشرطية يختص دخولها بالجمل الفعلية ، وما جاء من هذا ونحوه فمؤول محافظة على قاعدة الاختصاص ، فالسماء فاعل لفعل محذوف .
قال الواحدي قال المفسرون انشقاقها من علامات القيامة ، ومعنى انشقاقها انفطارها بالغمام الأبيض كما في قوله { ويوم تشقق السماء بالغمام } وقيل تنشق من المجرة وبه قال علي بن أبي طالب والمجرة باب السماء ، وأهل الهيئة يقولون أنها نجوم صغار مختلطة غير متميزة في الحس .
واختلف في جواب " إذا " فقال الفراء أنه أذنت ، والواو زائدة . وكذلك ألقت . قال ابن الأنباري هذا غلط لأن العرب لا تقحم الواو إلا مع حتى إذا كقوله { حتى جاؤوها وفتحت أبوابها } ومع لما كقوله { فلما أسلما وتلة للجبين وناديناه } ولا تقحم مع غير هذين .
وقيل أن الجواب قوله { فملاقيه } أي فأنت ملاقيه . وبه قال الأخفش . وقال المبرد إن في الكلام تقديما وتأخيرا أي { يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه } إذا السماء انشقت .
وقال المبرد أيضا إن الجواب قوله { فأما من أوتي كتابه } وبه قال الكسائي ، والتقدير إذا السماء انشقت فمن أوتي كتابه بيمينه فحكمه كذا ، وقيل هو يا أيها الإنسان على إضمار الفاء أو على إضمار القول أي يقال له يا أيها الإنسان ، وقيل الجواب محذوف تقديره بعثتم أو لاقى كل إنسان عمله . وقيل هو ما صرح به في سورة التكوير أي { علمت نفس } ، هذا على تقدير أن " إذا " شرطية ، وقيل ليست بشرطية وهي منصوبة باذكر المحذوف وهي مبتدأ وخبرها إذا الثانية والواو مزيدة وتقديره وقت انشقاق السماء وقت مد الأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.