التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ} (1)

مقدمة السورة:

بيان إجمالي للسورة

هذه السورة مكية ، وآياتها خمس وعشرون . وهي مبدوءة بالحديث عن أخبار القيامة وما يقع فيها من شديد النوازل والبلايا . على أن الحديث عن أخبار القيامة قد احتل شطرا كبيرا من آيات الكتاب الحكيم . ولا عجب فإن القايمة مرعبة مخوفة . وفيها من عظيم الأهوال والشدائد والفظائع ما يفوق كل تصور ، وما يشده البال ويستنفر الخيال . فضلا عن كثرة الزائغين عن السبيل المستقيم ، المكذبين بهذا اليوم الحافل المشهود . فلا جرم أن ذلك يقتضي إكثارا من التحذير مما يجده المكذبون الجاحدون يوم القيامة من ألوان الهوان والتنكيل .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ إذا السماء انشقت 1 وأذنت لربها وحقّت 2 وإذا الأرض مدّت 3 وألقت ما فيها وتخلّت 4 وأذنت لربها وحقت 5 ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه 6 فأما من أوتي كتابه بيمينه 7 فسوف يحاسب حسابا يسيرا 8 وينقلب إلى أهله مسرورا 9 وأما من أوتي كتابه وراء ظهره 10 فسوف يدعوا ثبورا 11 ويصلى سعيرا 12 إنه كان في أهله مسرورا 13 إنه ظن أن لن يحور 14 بلى إن ربه كان به بصيرا } .

ذلك إخبار من الله عن أحداث الساعة وعما يجري فيها من وقائع كونية تتغير فيها ملامح الوجود وتضطرب من شدتها أحوال الخلائق كافة . فيقول سبحانه : { إذا السماء انشقت } يعني إذا تصدعت السماء وتقطعت . وجواب الشرط محذوف وتقديره : بعثتم{[4787]} .


[4787]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 503.