صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (136)

{ وجعلوا لله مما ذرأ }شروع في ذكر أحكام لهم فاسدة درجوا عليها في الجاهلية ، فقد كانوا يجعلون من زروعهم و أنعامهم و سائر أموالهم نصيبا لله ، ونصيبا لأوثانهم ، فيشركونها في أموالهم . فما كان الله أزكى بدلوه بما للأوثان ، وإذا رأوا ما جعلوه للأوثان أزكى تركوه لها ، فنزلت الآية . و{ ذرأ }بمعنى خلق . يقال : ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءا ، أي خلقهم و أوجدهم . وقيل : الذرء الخلق على وجه الاختراع .