معاني القرآن للفراء - الفراء  
{وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (136)

وقوله : { هَذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ . . . }

وبِزُعْمِهم ، وزِعمِهم ، ثلاث لغات . ولم يقرأ بكسر الزاي أحد نعلمه . والعرب قد تجعل الحرف في مثل هذا ؛ فيقولون : الفَتْك والفُتْك والفِتك ، والوُدّ والوِدّ والوَدّ ، في أشباه لها . وأجود ذلك ما اختارته القرّاء الذين يؤثر عنهم القراءة . وفي قراءة عبد الله " وهذا لشركائهم " وهو كما تقول في الكلام : قال عبد الله : إنّ له مالا ، وإنّ لي مالا ، وهو يريد نفسه . وقد قال الشاعر :

رَجْلانِ من ضَبّة أَخبرانا *** إنا رأينا رجلا عريانا

ولو قال : أخبرانا أنهما رأيا كان صوابا .