قوله : { وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ }[ الأنعام :136 ] .
يعني : مشركي العربِ الذين تقدَّم الردُّ عليهم من أول السورة ، و{ ذَرَأَ } : معناه : خلَق وأنشأَ وبَثَّ ، وسبَبُ نزول هذه الآية أنَّ العرب كانَتْ تجعل من غَلاَّتها وزُرُوعها ، وثمارها ، وأنعامها ، جُزْءاً تسميِّه للَّه ، وَجْزْءاً تسميه لأصنامها ، وكانت عادتها التحفِّي ، والاهتبال بنَصيبِ الأصنام أكْثَرَ منها بنصيب اللَّهِ ، إذ كانوا يعتقدون أن الأصنام بها فَقْر ، وليس ذلك باللَّه سبحانه ، فكانوا إذا جمعوا الزَّرْعَ ، فهبَّت الريحُ ، فحملَتْ مِنَ الذي للَّه إلى الذي لشركائِهِمْ ، أقروه ، وإذا حملَتْ من الذي لشركائِهِمْ إلى الذي للَّه ، ردُّوه ، وإذا لم يُصِيبُوا في نصيبِ شركائهم شيئاً ، قالوا : لا بُدَّ للآلهة مِنْ نفقةٍ ، فيجعلون نصيب اللَّه تعالى في ذلك ، قال هذا المعنى ابن عباس ومجاهدٌ والسديُّ وغيرهم ، أنهم كانوا يفعلُونَ هذا ونحوه من الفعْلِ ، وكذلك في الأنعامِ ، كانوا إذا أصابتهم السَّنَةُ ، أكلوا نصيبَ اللَّه ، وتحامَوْا نصيبَ شركائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.