الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَقَالُواْ عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَا رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (85)

{ فقالوا على الله توكلنا }[ 84-85 ] ( أي : به وثقنا ){[31456]} ، وهذا يدل على أن التوكل على الله عز وجل في جميع الأمور واجب ، وأنه من كمال الإيمان{[31457]} . وقد قال الله عز وجل : { للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون }{[31458]} ، وقال : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه }{[31459]} ، أي : فهو كافيه .

قال ابن عباس : الذرية القليل{[31460]} .

قال مجاهد : الذرية{[31461]} ، يعني : أولاد الذين أرسل إليهم موسى{[31462]} من طول الزمان ، وقد مات آباؤهم{[31463]} .

قال ابن عباس : كانوا ست مائة ألف . ( وذلك أن يعقوب ركب إلى مصر من كنعان في اثنين وسبعين إنسانا{[31464]} فتوالدوا بمصر حتى بلغوا ست مائة ألف ){[31465]} .

قال الفراء : بلغنا أن الذرية الذين آمنوا كانوا سبعين{[31466]} ، أهل بيت{[31467]} .

ثم قالوا : { ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين }[ 85 ] : أي : لا تظهرهم علينا ، فيفتنوا بذلك ، ويظنوا أنهم خير{[31468]} منا ، فيزدادوا طغيانا{[31469]} . وقيل : المعنى : لا تسلطهم علينا فيفتنونا{[31470]} .

وقال مجاهد : المعنى : لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون ، ولا بعذاب من عندك . فيقول قوم فرعون : لو كانوا على حق ما عذبوا ، ولا سلطنا عليهم{[31471]} . وكذلك قال ابن جريج{[31472]} .

وقال ابن زيد : المعنى ( لا تبتلينا{[31473]} ربنا فتجهدنا{[31474]} ، وتجعله{[31475]} فتنة لهم{[31476]} } .


[31456]:انظر: المصدر السابق.
[31457]:ط: مطموس.
[31458]:الشورى: 33.
[31459]:الطلاق: 3.
[31460]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15163.
[31461]:ق: إلا ذرية.
[31462]:ط: صم.
[31463]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/164.
[31464]:ساقط من النسختين.
[31465]:ق: سبعون وهو قول ابن مسعود في جامع البيان 16/276.
[31466]:ق: سبعون.
[31467]:انظر معاني الفراء 1/476.
[31468]:ق: خبر.
[31469]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/169.
[31470]:وهو قول أبي الضحى في: جامع البيان 15/169.
[31471]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 362، وجامع البيان 15/170.
[31472]:انظر جامع البيان 15/169.
[31473]:ق: تبتلينا.
[31474]:ط: فتجهدنا.
[31475]:ق: وتجعلنا.
[31476]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/170.