ثم قال تعالى حكاية عن {[31495]} قول موسى أنه قال : { ربنا إنك أتيت فرعون وملأه زينة }[ 88 ] ، { ربنا ليضلوا عن سبيلك }[ 88 ] : المعنى : إنه لما آل أمرهم إلى هذا كان كأنه إنما أتاهم ذلك للضلال {[31496]} . وأصل {[31497]} هذا اللام لام كي {[31498]} ، وقيل هي لام العاقبة {[31499]} .
وقيل : هي لام الفاء {[31500]} ، أي : فكان لهم ذلك ، لأنه قد تقدم {[31501]} في علمه تعالى ذلك .
وقيل : المعنى : لئلا يضلوا وحذفت {[31502]} ( لا ) كما قال : { يبين الله لكم أن تظلوا } {[31503]} {[31504]} . وهذا {[31505]} القول لا يحسن {[31506]} ، لأن العرب لا تحذف لا {[31507]} إلا مع ( أن ) {[31508]} . ومعنى الآية : أن موسى {[31509]} قال : يا رب إنك أعطيت فرعون ، وعظماء قومه ، وأشرافهم ( زينة ) : يعني من متاع الدنيا وأثاثها ( وأموالا ) يعني من الذهب والفضة {[31510]} {[31511]} .
{ ربنا ليضلوا عن سبيلك }[ 88 ] ، أي : أعطيتهم {[31512]} ذلك ليضلوا ، {[31513]} ثم دعا عليهم موسى ، فقال : { ربنا اطمس على أموالهم }[ 88 ] ، أي : اذهبها {[31514]} ، وغيرها ، واجعلها حجارة .
قال مجاهد : ( اجعل {[31515]} سكرهم حجارة ) {[31516]} .
قال قتادة : جعل زرعهم حجارة {[31517]} .
قال مقاتل {[31518]} : جعلت دنانيرهم ، ودراهيمهم حجارة منقوشة ، كهيئتها على ألوانها {[31519]} ، لتذوب ، ولا تلين ، فجعل الله سكرهم حجارة .
قال قتادة : تحول زرعهم ، وكذلك قال الضحاك {[31520]} .
وقال ابن عباس : ( اطمس عليها : أي : دمرها ، وأهلكها {[31521]} . وكذلك {[31522]} قال مجاهد .
واشدد {[31523]} على قلوبهم {[31524]} : أي : حتى لا تنشرح للإيمان ، فلا تؤمن {[31525]} .
وقال مجاهد : اشدد عليها بالضلالة {[31526]} .
قال ابن عباس : استجاب الله عز وجل من موسى {[31527]} ، فحال بين فرعون وملأه ، وبين الإيمان حتى أدركه الغرق ، فلم ينفعه الإيمان {[31528]} .
والعذاب الأليم في هذه الآية : الغرق .
قوله : { فلا يومنوا } قال المبرد : موضعه موضع نصب ، وليس بدعاء . وهو معطوف على ( ليضلوا ) وهو قول الزجاج {[31529]} .
وقال الكسائي ، وأبو عبيدة : هو دعاء في موضع جزم {[31530]} .
وقال الأخفش ، والفراء : هو جواب الدعاء في موضع نصب {[31531]} ، مثل : إلى سليمان فنستريحا {[31532]} – البيت - {[31533]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.