قوله : { واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه } إلى قوله { من المسلمين }[ 71-72 ] .
قوله : وشركاؤهم : قال الكسائي ، والفراء : هو بمعنى : وادعوا شركاءكم{[31319]} .
وقال المبرد : نصبه على المعنى ، كما قال متقلدا{[31320]} سيفا ورمحا ، وقال الزجاج هو مفعول معه{[31321]} .
وروى الأصمعي{[31322]} عن نافع : ( فاجمعوا ) موصولة الألف من : جمع ، وهي قراءة الجحدري{[31323]} . وهما لغتان : جمع وأجمع .
وقرأ الحسن ، وابن أبي إسحاق{[31324]} ، وعيسى{[31325]} ويعقوب{[31326]} : ( فأجمعوا أمركم وشركاؤُكم بالرفع{[31327]} ، عطفا{[31328]} على المضمر في ( أجمعوا ){[31329]} : وحسن ذلك لما حال بينهما بالمفعول ، فقام مقام التوكيد .
وقيل : إن ( الشركاء ){[31330]} رفع بالابتداء ، والخبر محذوف . أي : وشركاؤكم{[31331]} ليجمعوا أمرهم{[31332]} ، والشركاء هنا : الأصنام ، وهي لا تصنع شيئا . إلا أن يكون المعنى على التوبيخ لهم ، كما قال لهم إبراهيم : { بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون }{[31333]} .
ومن نصب ( الشركاء ){[31334]} حمله على المعنى ، أي : وادعوا شركاءكم{[31335]} ، ولا يعطف{[31336]} على الأمر بتغير المعنى . يقال : أجمعت الأمر وعلى الأمر : عزمت عليه{[31337]} فلا معنى لعطف الشركاء على هذا{[31338]} المعنى ، فلابد من إضمار فعل .
ومعنى الآية : إن الله تعالى ذكره ، يقول لنبيه{[31339]} : واتل عليهم يا محمد خبر نوح إذ قال لقومه : يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي ، وشق عليكم تذكيري{[31340]} بآيات الله ، ووعظي إياكم ، فعزمتم على قتلي ، أو طردي من بين أظهركم فعلى{[31341]} الله اتكالي ، وبه ثقتي{[31342]} .
{ فأجمعوا أمركم }[ 71 ] : أي : أعدوا ما تريدون ، واعزموا على ما{[31343]} تشاؤون{[31344]} .
يقال : أجمعت على كذا : إذا عزمت عليه{[31345]} . والشركاء هنا : آلهتهم{[31346]} .
وقوله : { لا يكن أمركم عليكم غمة }[ 71 ] : أي : لا يكن ملتبسا{[31347]} مشكلا{[31348]} ، من قولهم : غم على الناس الهلال : وذلك إذا أشكل عليهم أمره{[31349]} . وقيل معناه : ( ليكن أمركم ظاهرا منكشفا ){[31350]} .
{ ثم اقضوا إلي ولا تنظرون }[ 71 ] : أي : ثم{[31351]} افعلوا ما بدا لكم ولا تؤخروه{[31352]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.