الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَمَآ ءَامَنَ لِمُوسَىٰٓ إِلَّا ذُرِّيَّةٞ مِّن قَوۡمِهِۦ عَلَىٰ خَوۡفٖ مِّن فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِيْهِمۡ أَن يَفۡتِنَهُمۡۚ وَإِنَّ فِرۡعَوۡنَ لَعَالٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَإِنَّهُۥ لَمِنَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (83)

قوله/ { فما {[31431]} آمن لموسى إلا ذرية من قومه {[31432]} } إلى قوله { من القوم الكافرين }[ 83-86 ] . والمعنى : أنه لم يؤمن لموسى ، صلوات الله عليه ، من قومه مع ما جاءهم به من الحجج إلا ذرية من قومه ، وهم خائفون من فرعون وملائهم {[31433]} .

قال ابن عباس : الذرية في هذا الموضع القليل {[31434]} ، وكذلك قال الضحاك {[31435]} .

وقال مجاهد : إن المعنى ما آمن لموسى إلا أولاد من أرسل إليهم ، والمرسل إليهم هلكوا غير مؤمنين ، وذلك لطول الزمان {[31436]} . وهو اختيار الطبري {[31437]} .

ورُوي عن ابن عباس أيضا {[31438]} ( من قوم فرعون ) قال : وهم قوم من قوم فرعون ، غير بني إسرائيل ، منهم امرأة فرعون ، ومومن {[31439]} آل فرعون ، وخازن فرعون ، وامرأة خازنه {[31440]} .

وقال بعض أهل اللغة : إنما قيل لهم ( ذرية ) ، لأن آباءهم قبط ، وأمهاتهم من بني إسرائيل . كما قال لأبناء الفرس الذين {[31441]} أمهاتهم من العرب ، وآباؤهم من الفرس أبناء {[31442]} .

وقوله تعالى {[31443]} : { وملائهم } بالجمع : الضمير راجع إلى فرعون ، لأن الجبار {[31444]} يخبر عنه بلفظ الجمع {[31445]} .

وقيل : إنه إنما فعل ذلك ، لأن فرعون لما ذكر ، علم أن معه غيره . فعاد الضمير عليه ، وعلى من تضمن الكلام ذكره {[31446]} .

وقيل : المعنى على خوف من فرعون {[31447]} وملئهم . ثم حذف مثل : { واسأل القرية }[ 82 ] {[31448]} .

وقال الأخفش : الضمير يعود على الذرية {[31449]} ، وهو اختيار الطبري {[31450]} ، ومعنى { يفتنهم } أي : يفتنهم بالعذاب فيصدهم عن دينهم . ووحد {[31451]} على الخبر عن فرعون لأن الخبر عنه يدل ، على أن قومه يفعلون مثل فعله {[31452]} .

{ وإن فرعون لعال في الأرض }[ 83 ] : أي : لجبار متكبر .

{ وإنه لمن المسرفين }[ 83 ] أي : من {[31453]} ( المتجاوزين الحق إلى الباطل ) {[31454]} .


[31431]:ق: فمن.
[31432]:ط: على خوف من فرعون وملإهم أن يفتنهم.
[31433]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/163.
[31434]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/163، والمحرر 9/78، وفيه: رد ابن عطية على مكي، بأن الذرية هي القليل، وليست كما ظن المؤلف من أنها بمعنى القليل.
[31435]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/163.
[31436]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 382، وجامع البيان 15/164. ولم ينسبه في معاني الزجاج 3/30.
[31437]:انظر هذا الاختيار في: جامع البيان 15/163.
[31438]:ط: أيضا من قومه.
[31439]:في النسختين معا: وهو من.
[31440]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/164.
[31441]:ق: الذي.
[31442]:في النسختين معا والأبناء. وهذا القول للفراء في معانيه 1/476.
[31443]:ساقط من ق.
[31444]:ق: الجبان.
[31445]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 2/265، وفي قطعه 380.
[31446]:انظر هذا القول في: معاني الفراء 1/476-477، وإعراب النحاس 2/265.
[31447]:ط: آل فرعون.
[31448]:يوسف: 82. وانظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 1/477.
[31449]:انظر: معاني الأخفش: 3/573.
[31450]:انظر هذا الاختيار في: جامع البيان 15/167.
[31451]:ق: ووُجد.
[31452]:ط: فعلهم. وانظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/167.
[31453]:ساقطة من ق.
[31454]:وهو قول الطبري في: جامع البيان 15/167.