الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوۡمِكُمَا بِمِصۡرَ بُيُوتٗا وَٱجۡعَلُواْ بُيُوتَكُمۡ قِبۡلَةٗ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (87)

قوله : { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوأ لقومكما {[31480]} } إلى قوله { الذين لا يعلمون {[31481]} }[ 87-89 ] :

المعنى : ( اتخذا {[31482]} لقومكما بمصر بيوتا ) { واجعلوا بيوتكم قبلة }[ 87 ] : أي : ( مساجد تصلون فيها ) {[31483]} ، لأنهم كانوا يفرقون من فرعون {[31484]} ، وقومه أن يصلوا . فقال لهم : اجعلوا بيوتكم مساجد حتى تصلوا فيها {[31485]} .

قال النخعي : خافوا ، فأمروا أن تصلوا في بيوتهم {[31486]} .

( وعن ابن عباس ، قال مجاهد : كانوا لا يصلون إلا في البيع خائفين ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم ) {[31487]} {[31488]} .

وعن ابن عباس : ( واجعلوا بيوتكم قبلة ) : يعني : قبل الكعبة {[31489]} .

وقيل : كان فرعون أمر بهدم الكنائس ، فأمروا أن يجعلوا بيوتهم مساجد ، يصلون فيها سرا .

قال مجاهد : مصر هنا الإسكندرية {[31490]} .

وقال ابن جبير : المعنى : واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضا {[31491]} .

{ وأقيموا الصلاة }[ 87 ] ، أي : بحدودها . { وبشر المومنين }[ 87 ] : هذا ( خطاب ) {[31492]} للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي : وبشر مقيمي {[31493]} الصلاة بالثواب الجزيل {[31494]} .


[31480]:ط: بمصر بيوتا.
[31481]:ق: يعلموا.
[31482]:ط: اتخذوا
[31483]:انظر هذا التوجيه في: تفسير سفيان الثوري 128، وغريب القرآن 198، وجامع البيان 15/171، وعزاه – أيضا – في المحرر 9/83، إلى الربيع، والضحاك، والنخعي.
[31484]:ق: قوم فرعون.
[31485]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 1/477، وعزاه في جامع البيان 15/172 إلى ابن عباس.
[31486]:انظر هذا القول في: تفسير الثوري 128، وجامع البيان 15/172.
[31487]:ساقط من ق.
[31488]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 382، وجامع البيان 15/172.
[31489]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/184.
[31490]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 382، وجامع البيان 15/175، والمحرر 9/82.
[31491]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/175، والمحرر 9/83.
[31492]:ساقطة من ط.
[31493]:ط: مقيم.
[31494]:وهو قول الطبري في جامع البيان 15/176، علق عليه ابن عطية في المحرر 9/83: (وهذا غير ممكن).