الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَوۡ يَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمۡ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (39)

ثم قال تعالى : { لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار }[ 39 ] .

أي : لو يعلم هؤلاء المستعجلون عذاب الله ماذا لهم{[45967]} من البلاء حين تفلح وجوههم النار وظهورهم ولا يقدرون أن يكفوا ذلك عن أنفسهم ، ففي ( يكفون ) ضمير ( المشركين ) . { ولا هم ينصرون } أي : ولا ناصر لهم من عذاب الله يستنقذهم منه/ .

وفي الكلام حذف . قيل : التقدير : لو علموا ذلك ، ما أقاموا على كفرهم .

وقيل{[45968]} : التقدير : لو علموا ذلك ما سألوا العذاب واستعجلوه . فقالوا : متى هذا الوعد ، فهو جواب ( لو ) محذوف لعلم السامع .

وقيل : التقدير : لو يعلمون ذلك ، ل تعظوا وازدجروا عن كفرهم .

وقيل{[45969]} : هو تنبيه على تحقيق وقوع الساعة .

فالمعنى : لو يعلمون ذلك{[45970]} علم يقين ، لعلموا أن الساعة آتية لا ريب فيها . ودل على هذا المعنى قوله : ( بل تأتيهم بغتة ) هذا قول الكسائي ومثله ، { لو تعلمون علم اليقين }{[45971]} .

أي : لو علمتم ذلك يقينا ما ألهاكم التكاثر .


[45967]:ز: بهم. (تحريف).
[45968]:انظر: تفسير القرطبي 11/290.
[45969]:القول للكسائي في تفسير القرطبي 11/290.
[45970]:قوله: لا تعظوا وازدجروا...ذلك ساقط من ز.
[45971]:التكاثر آية 5.