ثم قال تعالى : { خلق الإنسان من عجل }[ 37 ] .
يعني : آدم خلق{[45943]} من العجلة وعلى العجلة .
وقال ابن جبير : ( لما نفخ في آدم الروح إلى ركبتيه ذهب لينهض فقال الله تعالى : { خلق الإنسان من عجل }{[45944]} .
وقال سلمان الفارسي{[45945]} : ( لما خلق الله من آدم وجهه ورأسه ، جعل ينظر ، وهو يخلق ، قال وبقيت رجلاه . فلما كان بعد العصر قال : يا رب عجل قبل الليل . فقال : { خلق الإنسان من عجل } . ذكره ابن وهب عن رجاله .
وقال قتادة : ( معناه{[45946]} : خلق الإنسان عجولا{[45947]} .
وقال السدي : لما نفخ الله في آدم الروح فدخل في رأسه ، عطس ، فقالت له{[45948]} الملائكة : قل الحمد لله . فقال : الحمد لله . فقال الله تعالى له : رحمك ربك . فلما دخل الروح في عينيه . نظر إلى ثمار الجنة . فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام ، فوثب{[45949]} قبل أن ينتهي الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فذلك حين يقول : { خلق الإنسان من عجل }{[45950]} .
وقيل{[45951]} : معناه : خلق آدم آخر النهار من يوم الجمعة قبل غروب الشمس فكان خلقه على استعجال . قاله ابن جريج : {[45952]} وغيره .
قال ابن جريج : خلق الله آدم خلق كل شيء آخر النهار من يوم خلق الخلق{[45953]} . فلما أتى الروح عينيه ولسانه ورأسه ، ولم يبلغ أسفله ، قال : يا رب ، استعجل بخلقي قبل غروب الشمس ، فذلك قوله : { خلق الإنسان من عجل }{[45954]} .
وقد قال ابن زيد : معناه : خلق الإنسان على عجل . خلق آدم آخر النهار من يوم الجمعة ، فخلقه الله على عجل وجعله عجولا{[45955]} .
وقال الأخفش{[45956]} : إنما خلق الإنسان من عجل ، لأنه خلق على تعجيل من الأمر ، إنما قال له كن فكان . فخلق على استعجال وقال جماعة من النحويين : هو مقلوب . والمعنى : خلق العجل من الإنسان{[45957]} .
وقيل : المعنى : خلق الإنسان من طين . لأن العجل من الطين{[45958]} .
ثم قال : { سأوريكم آياتي فلا تستعجلون }[ 37 ] .
أي : سأوريكم أيها المستعجلون ربهم بالآيات ، القائلون لنبيه ( فليأتنا بآية ) فلا تستعجلون بالآيات فستأتيكم{[45959]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.