فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَوۡ يَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمۡ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ} (39)

{ لو يعلم الذين كفروا حين } أي لو عرفوا ذلك الوقت ؛ وقال أبو السعود : استئناف مسوق لبيان شدة هول ما يستعجلونه لجهلهم بشأنه ، وإيثار صيغة المضارع في الشرط وإن كان المعنى على المضي لإفادة استمرار عدم العلم انتهى . وجواب { لو } محذوف لأنه أبلغ من الوعيد ، فقدره الزمخشري لما كانوا بتلك الصفة من الكفر والاستهزاء والاستعجال ، ولكن جهلهم هو الذي هوّنه عندهم وقدره ابن عطية ، ولو علموا الوقت الذي { لا يكفون } يدفعون .

{ عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم } لما استعجلوا الوعيد ، وقدره الحوفي لسارعوا ، وقال الزجاج : التقدير لعلموا صدق الوعد أي البعث . وقيل لو علموه ما أقاموا على الكفر . وقال الكسائي : هو تنبيه على تحقيق وقوع الساعة أي لو علموه علم اليقين لعلموا أن الساعة آتية ، ويدل عليه قوله الآتي : { بل تأتيهم بغتة } وتخصيص الوجوه والظهور بالذكر بمعنى القدام والخلف لكونهما أشهر الجوانب في استلزام الإحاطة بها للإحاطة بالكل بحيث لا يقدرون على دفعها من جانب من جوانبهم .

{ ولا هم ينصرون } أي لا يمنعون منها في القيامة ولا ينصرهم أحد من العباد فيدفع ذلك عنهم