الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{بَلۡ مَتَّعۡنَا هَـٰٓؤُلَآءِ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡعُمُرُۗ أَفَلَا يَرَوۡنَ أَنَّا نَأۡتِي ٱلۡأَرۡضَ نَنقُصُهَا مِنۡ أَطۡرَافِهَآۚ أَفَهُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ} (44)

ثم قال تعالى : { بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر }[ 44 ] .

أي : متعناهم بالحياة ، ومتعنا آباءهم من قبلهم ، حتى طال عليهم العمر . وهم على كفرهم مقيمون .

{ أفلا يرون أنا ناتي الأرض ننقصها من أطرافها }[ 44 ] .

أي : أفلا يرى هؤلاء المشركون أنا نأتي الأرض نخربها من نواحيها بقهرنا أهلها وقتلهم بالسيف ، فيتعظوا بذلك{[45984]} ، ويحذروا أن ينزل بهم مثل ذلك{[45985]} .

وقال عكرمة وقتادة : { ننقصها من أطرافها } يعني بالموت{[45986]} .

وقال الحسن والضحاك : يعني فتح البلدان والأرض ، يراد بها أرض مكة{[45987]} .

ثم قال تعالى : { أفهم الغالبون }[ 44 ] .

هذا تقريع وتوبيخ . أي : ليس هم{[45988]} الغالبون . ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم الغالب .


[45984]:ز: قولك.
[45985]:انظر: التأويل في جامع البيان 13/173.
[45986]:انظر: جامع البيان 13/174.
[45987]:انظر: تفسير القرطبي 11/292.
[45988]:ز: لهم. (تحريف).