الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (70)

ثم قال تعالى : { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض }[ 68 ] .

أي : يعلم ما في السماوات السبع وما في الأرضين السسبع ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، فهو حاكم بين خلقه يوم القيامة على علم منه بجميع ما عملوه في الدنيا ، فيجازى المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته . { إن ذلك في كتاب } أي : إن علمه بذلك في كتاب ، وهو أم الكتاب الذي كتب فيه ربنا جل ذكره قبل أن يخلق الخلق ما هو كائن إلى يوم القيامة . { إن{[47204]} ذلك على الله يسير } أي : سهل . يعني : حكمه بين المختلفين يوم القيامة .

وقيل : معناه : أن كتاب القلم الذي أمره الله أن يكتب ما هو كائن يسير على الله . أي ، هين . فصاحب هذا القول رده على الأقرب ، وهو : ( أن ذلك في كتاب ) . وصاحب القول الأول رده على ( يحكم بينكم ) .

قال ضمرة بن حبيب{[47205]} : إن الله جل ذكره كان عرشه على الماء ، فخلق السماوات والأرض بالحق ، وخلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه ، ثم إن ذلك الكتاب سبح{[47206]} الله ومجده ألف عام قبل أن يبتدئ شيئا من الخلق{[47207]} .

وقال كعب الأحبار{[47208]} : ( علم الله تعالى ما هو خالق ، وما خلقه عاملون ) .

وقال ابن جريج{[47209]} قوله : ( إن ذلك في كتاب ) يعني : قوله : { الله يحكم بينكم يوم القيامة/ فيما كنتم فيه تختلفون } .


[47204]:ز: أي (تحريف).
[47205]:انظر: جامع البيان 17/200 والقائل هو ضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي، أبو عتبة الشامي، روى عنه هلال بن يساق، سمع أبا أمامة. انظر: التاريخ الكبير 4/337.
[47206]:سبح سقطت من ز.
[47207]:ز: خلقه.
[47208]:انظر: جامع البيان 17/200.
[47209]:انظر: المصدر السابق.