ثم قال تعالى : { ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض }[ 68 ] .
أي : يعلم ما في السماوات السبع وما في الأرضين السسبع ، لا يخفى عليه من ذلك شيء ، فهو حاكم بين خلقه يوم القيامة على علم منه بجميع ما عملوه في الدنيا ، فيجازى المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته . { إن ذلك في كتاب } أي : إن علمه بذلك في كتاب ، وهو أم الكتاب الذي كتب فيه ربنا جل ذكره قبل أن يخلق الخلق ما هو كائن إلى يوم القيامة . { إن{[47204]} ذلك على الله يسير } أي : سهل . يعني : حكمه بين المختلفين يوم القيامة .
وقيل : معناه : أن كتاب القلم الذي أمره الله أن يكتب ما هو كائن يسير على الله . أي ، هين . فصاحب هذا القول رده على الأقرب ، وهو : ( أن ذلك في كتاب ) . وصاحب القول الأول رده على ( يحكم بينكم ) .
قال ضمرة بن حبيب{[47205]} : إن الله جل ذكره كان عرشه على الماء ، فخلق السماوات والأرض بالحق ، وخلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه ، ثم إن ذلك الكتاب سبح{[47206]} الله ومجده ألف عام قبل أن يبتدئ شيئا من الخلق{[47207]} .
وقال كعب الأحبار{[47208]} : ( علم الله تعالى ما هو خالق ، وما خلقه عاملون ) .
وقال ابن جريج{[47209]} قوله : ( إن ذلك في كتاب ) يعني : قوله : { الله يحكم بينكم يوم القيامة/ فيما كنتم فيه تختلفون } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.