فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (70)

{ ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير }

{ كتاب } اللوح المحفوظ ، أو صحائف الأعمال .

خطاب لكل عالم ، أو للرسول صلى الله عليه وسلم [ والاستفهام للتقرير ] والمراد تقوية قلبه ، وإلا فالرسالة لا تكون إلا بعد العلم بكونه تعالى عالما بكل المعلومات ، وإلا اشتبه عليه الصادق بالكاذب ؛ { إن ذلك } الذي ذكر وهو ما في السماء والأرض { في كتاب } . . . أراد به الحفظ والضبط والجمهور على أنه حقيقة ، وقد كتبه في اللوح قبل حدوثه {[2275]} ، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء " ؛ { على الله يسير } كتب ما يكون من شأن الخلق الشامل لكل ما سيجري في ملكوت السماء والأرض ، ومنه ما سيقول المكلفون وما يعملون ، وما توسوس به أنفسهم وما يسرونه أو به يجهرون ، ذلك الأمر وكل أمر على الله تعالى القوي هين لا يعجزه ولا يؤوده ؛ هذا تصوير لضده ، وهو صعوبة مثل ذلك على غيره ؛ وإلا فلا مدخل لليسر والصعوبة في كمال قدرته {[2276]} .


[2275]:من تفسير غرائب القرآن؛ بتصرف.
[2276]:من تفسير غرائب القرآن؛ بتصرف