الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَٰتٖ تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمُنكَرَۖ يَكَادُونَ يَسۡطُونَ بِٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۗ قُلۡ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكُمُۚ ٱلنَّارُ وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (72)

قوله تعالى : { وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات }[ 70 ] إلى قوله : { حق جهاده }[ 76 ] .

أي : وإذا تتلى على المشركين آيات القرآن واضحات حججها وأدلتها ، { نعرف في وجوه الذين كفروا المنكر } أي : تتبين{[3]} في وجوههم ما ينكره{[4]} أهل الإيمان بالله من تغيرها بسماعهم القرآن .

{ يكادون يسطون }[ 70 ] .

أي : يبطشون بالذين يتلون عليهم كتاب الله من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لشدة كراهيتهم أن يسمعوا القرآن{[5]} ويتلى عليهم .

قال الضحاك{[6]} : { يكادون يسطون } أي : يأخذون المؤمنين بأيديهم أخذا .

والسطو في اللغة : البطش{[7]} .

وروى أحمد عن قالون والأعشى{[8]} عن أبي بكر{[9]} ( يصطون ) بالصاد من أجل الطاء .

ثم قال { قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار }[ 70 ] .

أي : قل يا محمد للمشركين أفأنبئكم بشر مما تكرهونه من قراءة القرآن عليكم ؟ فقالوا : ما هو فقيل لهم : النار ، أي هي النار ، وعدها الله الذين كفروا ، أي : وعدكم وأمثالكم من الكفار إياها .

وروي : أن المشركين قالوا{[10]} محمد وأصحابه شر خلق ، فقال الله تعالى : قل لهم يا محمد أفأنبئكم بشر من محمد وأصحابه على قولكم وزعمكم ، أهل النار فهم أنتم شرار خلق الله تعالى لا محمد وأصحابه .

وقوله : { وبيس المصير } أي : وبيس المكان الذي يصير إليه هؤلاء المشركون يوم القيامة .


[3]:أ: إذ.
[4]:أ: الاولى والثانية والثالثة.
[5]:ساقط من أ.
[6]:م: هذه الأشياء وسخرها.
[7]:م، ث: فكيف.
[8]:ساقط من أ.
[9]:أ: قال.
[10]:ساقط من أ.