ثم قال تعالى : { لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه }[ 65 ] .
أي : لكل جماعة قوم لنبي خلا قلبك يا محمد ، جعلنا مألفا يألفونه ، ومكانا يعتادونه لعبادة الله تعالى ، وقضاء فرائضه ، وعملا يلزمونه .
وأصل المنسك : المكان المعتاد الذي يعتاده الرجل ويألفه لخير{[47195]} أو شر ، وإنما سميت المناسك مناسك الحج لتردد الناس إليها للعمل الذي فرض عليهم لعمل الحج والعمرة فألقوه .
وكسر ( السين ) لغة أهل الحجاز ، وفتحها لغة أسد{[47196]} .
قال ابن عباس{[47197]} : جعلنا منسكا . أي : عيدا .
وقال مجاهد{[47198]} : وهو إراقة الدم بمكة .
وقال قتادة{[47199]} : ( منسكا ) ذبحا وحجا .
وقد روي أن المشركين جادلوا النبي صلى الله عليه وسلم في إراقة الدم أيام النحر{[47200]} فهذه الآية في ذلك والله أعلم . دل على هذا التأويل قوله : { فلا ينازعنك في الأمر } أي{[47201]} : فلا يجادلنك في ذبحك{[47202]} ونسكك قولهم : أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله وهو الميتة .
ومعنى : ( فلا ينازعنك ) ، أي : فلا تنازعنهم لأنهم قد نازعوه في ذلك قبل نزول الآية .
ثم قال : { وادع إلى ربك }[ 65 ] .
أي : ادع يا محمد منازعيك من المشركين بالله في نسكك وذبحك إلى اتباع أمر ربك بأن يأكلوا ما ذبحوه بعد اتباعك والتصديق بما جئتهم به . { إنك لعلى هدى مستقيم } أي : طريق غير زائل عن الحق والصواب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.