{ أجلها } الوقت الذي قضى لهلاكها .
{ ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ { 42 ) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ { 43 ) ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ { 44 ) }
{ قرونا } أهل قرون وأزمان ، وكل جماعة عاشوا مقترنين في زمن فهم قرن .
ثم أوجدنا وخلقنا بعد المهلكين من قوم نوح والذين من بعدهم أهل قرون غيرهم ، أهل أزمان وفترات ، وفي كل فترة وإلى كل أمة كنا نرسل رسولا ؛ وصدق الله العظيم : { . . وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ){[2324]} ؛ { . . وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ){[2325]} ؛ { ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ){[2326]} ما يتقدمون على الموعد الذي قضى الله أن يهلكهم فيه ، ولا يتأخرون عنه قليلا ولا كثيرا ؛ ولكل قوم نبيهم ، ليكون عالما بأحوالهم ، وبلسانهم ليبين لهم ؛ ولكن قليلا من المنذرين يؤمنون ، وأكثرهم يكذبون . وأولئك هم المهلكون ، ويرون النذر فيمن تقدموا فلا يعتبرون ، فيبطش الله القوي الجبار بهم ليكونوا مثلا ومزدجرا لمن بعدهم يجيئون ، هذا عذابهم العاجل ، ويوم القيامة لا ينصرون ، لأنهم من رحمة الله تعالى مبعدون .
{ قرونا آخرين } هم عند أكثر المفسرين قوم صالح ، وقوم لوط ، وقوم شعيب وغير ذلك . . . { ثم أرسلنا رسلنا . . } عطف على { أنشأنا } لكن لا معنى أن إرسالهم متراخ عن إنشاء القرون المذكورة جميعا ، بل على معنى أن إرسال كل رسول متأخر عن إرسال قرن مخصوص بذلك الرسول ، كأنه قيل : ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين قد أرسلنا إلى كل فريق منهم رسولا خاصا به . . . وفي الصحاح : المواترة المتابعة ، ولا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهما فترة . . {[2327]} .
نقل النيسابوري : ولا يستأصلهم إلا إذا علم منهم أنهم لا يزدادون إلا عنادا ، وأنهم لا يلدون مؤمنا ، وأنه لا نفع في بقائهم لغيرهم ، ولا ضرر على أحد في هلاكهم . اه .
ومما أورد الطبري : . . ولا يستأخر هلاكها عن الأجل الذي أجلنا لهلاكها ، والوقت الذي وقتنا لفنائها ، ولكنها تهلك لمجيئه ؛ وهذا وعيد من الله لمشركي قوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإعلام منه لهم أن تأخره في آجالهم مع كفرهم به وتكذيبهم رسوله ليبلغوا الأجل الذي أجل لهم ، فيحل بهم نقمته كسنته فيمن قبلهم من الأمم السالفة
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.