الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ} (43)

ثم قال تعالى : { إن شجرة الزقوم } – إلى آخر السورة [ 41-56 ] أي : إن شجرة الزقوم{[62263]} التي أخبر تعالى أنها تنبت{[62264]} في أصل الجحيم هي طعام الكافر في جهنم ، والأثيم : الآثم وهو في هذا أبو جهل ومن كان مثله .

ولما نزلت هذه الآية دعا أبو جهل بزبد وتمر ودعا أصحابه ( فقال : تعالوا ، تزقموا ){[62265]} ، فهذا الذي يعدنا{[62266]} به{[62267]} محمد أنه طعامنا في الجحيم{[62268]} .

وذكر ابن هشام{[62269]} أن أبا جهل لما{[62270]} سمع قول الله جل ذكره { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم } قال : يا معشر قريش هل تدرون ما شجرة الزقوم ){[62271]} التي يخوفكم بها{[62272]} محمد ؟ قالوا : لا . قال : هي عجوة يثرب{[62273]} بالزبد .

والعجوة صنف من التمر الطيب .

ورُوي أن أبا الدرداء ، كان يقرئ رجلا { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم } فكان الرجل يقول : طعام اليتيم . فلما أكثر عليه أبو الدرداء ولم يفهم الرجل ، قال له : شجرة الزقوم طعام{[62274]} ) الفاجر{[62275]} .

فهذه قراءة على التفسير لا يحسن أن يقرأ{[62276]} بها{[62277]} .

وقال ابن عباس : ( لو أن قطرة من زقوم جهنم أنزلت{[62278]} على الدنيا{[62279]} لأفسدت على الناس معائشهم ){[62280]} وقال ابن زيد : الأثيم{[62281]} هنا : أبو جهل{[62282]} .


[62263]:ساقط من (ح).
[62264]:(ح): (تنبه).
[62265]:(ت): (وقال تعالى: تزقم).
[62266]:(ت): (يعدون).
[62267]:ساقط من (ح).
[62268]:انظر المحرر الوجيز 14/298، وجامع القرطبي 10/283 و 16/150، ولباب النقول 194.
[62269]:هو عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبو محمد جمال الدين مؤرخ وعالم بالأنساب واللغة وأخبار العرب، نشاء بالبصرة وتوفي بمصر سنة 213 هـ وقيل 218 هـ. أشهر كتبه: (السيرة النبوية رواه عن ابن إسحاق). نظر الروض الأنف 1/7، وإنباه الرواة 1/211 ت 413، ووفيات الأعيان 3/177 ت 380.
[62270]:(ت): ولما.
[62271]:ساقط من (ح).
[62272]:ساقط من (ح).
[62273]:(ت) و(ح): يترب.
[62274]:ساقط من (ح).
[62275]:انظر جامع البيان 25/78، والمحرر الوجيز 14/298، وجامع القرطبي 16/149، وتفسير ابن كثير 4/146.
[62276]:(ت): (يقرء).
[62277]:رويت هذه القراءة عن أبي الدرداء وابن مسعود. انظر جامع القرطبي 16/149 ورويت عن ابن الدرداء فقط. انظر إعراب النحاس 4/134 ورويت عن ابن مسعود فقط. انظر أحكام ابن العرب 4/1692، وتفسير ابن مسعود 565 و 566.
[62278]:(ح): (نزلت).
[62279]:(ح): (أهل الدنيا).
[62280]:(ت): (معاشيهم) وفي (ح): (معائشهم ولو أبرزت النار ما رآها أحد إلا مات) وهي زيادة غير واردة في جامع البيان 25/78. وانظر جامع البيان 25/78 حيث جاء هذا القول بلفظه إلا قوله (...إلى الدنيا...عوض:...(على الدنيا...).
[62281]:(ح): (الاثيم).
[62282]:انظر جامع البيان 25/78 وفي جامع القرطبي رُوي هذا القول عن مجاهد ورد القرطبي هذه الرواية 16/150.