ثم قال تعالى : { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى } أي : بعد الموتة الأولى ، أي : لا يذوقون فيها موتا{[62357]} بعد موتهم في الدنيا . ف( إلا ) ها هنا قريبة المعنى من ( بعد ){[62358]} .
وقال بعض النحويين ( إلا ) هنا بمعنى ( سوى ) أي{[62359]} : لا يذوقون في الجنة الموت سوى الموتة الأولى التي كانت في الدنيا ، ومثله عنده { إلا ما قد سلف }{[62360]} .
وطعن في هذا القول ، لأن القائل{[62361]} لو قال ( لا أذوق ){[62362]} اليوم الطعام إلا الطعام الذي ذقته قبل اليوم بمعنى ( سوى ) ، لجاز أن يريد{[62363]} أن عنده طعاما من نوع الطعام الذي ذاق بالأمس ، وإنه ذائقه اليوم دون سائر الأطعمة .
فيحتمل معنى الآية إذا كانت ( إلا ) بمعنى ( سوى ) أن يكون ثم موت من جنس الموت الأول ( يحل بهم ){[62364]} / وهذا محال .
وقال النحاس : المعنى لا يذوقون فيها الموت البتة . ثم قال : { إلا الموتة الأولى } على الاستثناء المنقطع{[62365]} .
ولذلك{[62366]} أجاز بعضهم الوقف على ( الموت ) ( لأن ما ){[62367]} بعده منقطع . وأكثرهم على أن ( إلا ) بمعنى ( بعد ) كما تقول : ما كلمت رجلا اليوم إلا رجلا عندك ، أي : بعد رجل عندك .
( والأحسن أن يكون ( إلا ) بمعنى ( غير ) ، أي : لا يذوقون فيها موتا غير الموتة الأولى التي كانت في الدنيا ){[62368]} .
ثم قال : { ووقاهم عذاب الجحيم } أي : نجاهم{[62369]} منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.