ثم قال : { وإنك أنت العزيز الكريم } أي : يقال له ذق هذا العذاب إنك أنت{[62297]} كنت العزيز في قومك .
قال قتادة : نزلت هذه الآية{[62298]} في أبي جهل عدو الله لقي النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم فهزه ، ثم قال : " أولى لك{[62299]} يا أبا جهل ، ثم أولى لك فأولى " فقال{[62300]} أبو جهل أيوعدني{[62301]} محمد ، لأنا{[62302]} أعز من يمشي بين جبليها . فنزلت { ذق إنك أنت العزيز الكريم } أي : المدعي ذلك{[62303]} ، وفيه نزلت : { ولا تطع منهم آثما أو كفورا }{[62304]} / ، وفيه نزلت : { كلا لا تطعه واسجد واقترب }{[62305]} .
فالمعنى : دق عذاب الله ، إنك أنت العزيز عند نفسك ، الكريم فيما كنت تقول .
وقوله ( ذق ) عند من كسر ( إن ) واقع على محذوف وهو العذاب . فأما من فتح ( أن ){[62306]} فمعناه مثل ذلك : ذق العذاب لأنك وبأنك كنت تقول : أنا العزيز الكريم{[62307]} .
وهذا كلام معناه التقريع{[62308]} والتوبيخ وليس بمدح له ، إنما هو على طريق الحكاية لما كان يدعي في الدنيا من العزة والكرم ، إذ كان يقول : أنا العزيز الكريم ، فقرع{[62309]} به عند حلول العذاب به إذ صار{[62310]} في ذلة وهوان . فكأنه قيل له : ذق هذا{[62311]} العذاب إنك كنت تقول{[62312]} : أنا العزيز الكريم ، فأنت الآن الذليل المهان{[62313]} . فأين ما كنت تقول في الدنيا . وذلك أشد لنكا له{[62314]} وحسرته .
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا جهل فقال له : " إن الله أمرني أن أقول لك { أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى }{[62315]} " فقال له أبو جهل : واللات{[62316]} لا تملك{[62317]} لي نفعا ولا ضرا{[62318]} وإني لأمنع أهل البطحاء ، وإني لأعز وأكرم{[62319]} فأنزل الله تبارك وتعالى ما هو صانع به يوم القيامة ، وما يقال له{[62320]} جوابا لقوله : أنا أعز وأكرم ، فقال له : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } عند نفسك ، وأنت الذليل المهان عند الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.