فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ} (43)

ثم لما وصف اليوم ذكر بعده وعيد الكفار فقال : { إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ ( 43 ) طَعَامُ الْأَثِيمِ ( 44 ) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ( 45 ) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ( 46 ) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ( 47 ) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ( 48 ) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ( 49 ) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ( 50 ) } .

{ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ } هي الشجرة التي خلقها الله في جهنم على صورة شجر الدنيا ، وسماها الشجرة الملعونة ، والزقوم ثمرها ، وهو كل طعام ثقيل ، فإذا جاء أهل النار التجأوا إليها فأكلوا منها ، وقد مضى الكلام على شجرة الزقوم في سورة الصافات ، وشجرت ترسم بالتاء المفتوحة ، ووقف عليها بالهاء أبو عمرو وابن كثير والكسائي ، ووقف الباقون بالتاء على الرسم قاله الخطيب .

وفي القرطبي : كل ما في كتاب الله من ذكر الشجرة فالوقف عليه بالهاء إلا حرفا واحدا في سورة الدخان : { إن شجرة الزقوم } انتهى أي فيجوز الوقف عليها بالتاء والهاء ، وفي القاموس كلام مبسوط على الزقم والزقوم فليرجع إليه ، والأثيم الكثير الإثم ، قال في الصحاح : أثم الرجل بالكسر إثما ومأثما إذا وقع في الإثم فهو آثم وأثيم وأثوم .