الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ} (35)

ثم قال : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } [ 33 ] " أم " في موضع الألف ، والتقدير : أخلق هؤلاء المشركون {[65571]} من غير آباء وأمهات ، فهم كالجماد لا يعقلون ولا يفقهون لله حجة ، ولا يتعظون بموعظة .

وقيل المعنى : أخلقوا من غير صانع صنعهم ودبرهم ، فهم لا يقبلون من أحد ، أم هم الخالقون للأشياء ، فلذلك لا يأتمرون لأمر الله سبحانه {[65572]} {[65573]} . وقيل المعنى : أم هم الخالقون لأنفسهم {[65574]} .

وقيل معنى الآية {[65575]} : أم خلقوا لغير شيء ؛ أي : أخلقوا عبثا لا يؤمرون ولا ينهون {[65576]} .


[65571]:ع: "المشركين".
[65572]:ساقط من ع.
[65573]:انظر: إعراب النحاس 4/260.
[65574]:انظر: البحر المحيط 8/152.
[65575]:ع: "المعنى".
[65576]:انظر: البحر المحيط 8/152.