الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} (13)

ثم قال { فبأي آلاء ربكما تكذبان } [ 11 ] أي : فبأي نعم ربكما يا معشر الجن والإنس تكذبان وتجحدان ، والآلاء : النعم في قول{[66313]} ابن عباس والحسن وقتادة وغيرهم{[66314]} . وقال ابن زيد الآلاء : القدرة{[66315]} ، وإنما أضمر{[66316]} الجن والإنس ولم يتقدم للجن ذكر ، لأن الأنام واقع على الجميع . وقيل لما أتى بعده وخلق الجان ، بين ذلك ما تقدم من التثنية{[66317]} وقيل إنه مخاطبة للواحد : حكي عن العرب أنهم يقولون : ادخلاها يا غلام{[66318]} .

وعن ابن عباس{[66319]} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال : {[66320]} مالي أسمع الجن أحسن جوابا منكم ، قالوا وما ذلك{[66321]} يا رسول الله قال ما أتيت على قول الله عز وجل { فبأي آلاء ربكما تكذبان } إلا قالت الجن ولا بشيء{[66322]} من نعمة ربنا نكذب فلك الحمد{[66323]} .

وقال جابر بن عبد الله تلاها{[66324]} . رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى آخرها فقال : مالكم سكوتا الجن{[66325]} كانت أحسن ردا منكم ، ما تلوها عليهم مرة { فبأي آلاء ربكما تكذبان } إلا قالوا ولا بشيء من نعمة ربنا نكذب فلك الحمد{[66326]} .

ومن رواية جابر بن عبد الله أيضا في حديث آخر أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ما قرأت هذه الآية على الجن من مرة{[66327]} { فبأي آلاء ربكما تكذبان } إلا قالوا لا بشيء{[66328]} من نعمائك{[66329]} نكذب ربنا ولك الحمد{[66330]} .


[66313]:ع: "نقول": و هو تحريف.
[66314]:انظر: جامع البيان 27/72، وتفسير القرطبي 17/159، وهو قول ابن عباس في الدر المنثور 7/694، وتفسير الغريب.
[66315]:انظر: جامع البيان 27/72، و تفسير القرطبي 17/159.
[66316]:ع : "اذكر" وهو تحريف.
[66317]:ع: "الشبه".
[66318]:وهو قول الفراء في إعراب النحاس 4/305.
[66319]:ع: "ابن عمر".
[66320]:ع: "وقال".
[66321]:ع: "ذاك".
[66322]:ع: "لشيء".
[66323]:أخرجه الترمذي – باب: تفسير سورة الرحمن عن جابر 5/73 (رقم 3345). وذكره ابن جرير في جامع البيان 27/72، والآلوسي في روح المعاني 27/104 والبغوي في معالم التنزيل لحاشية تفسير الخازن 7/4.
[66324]:ع: "تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمان إلى آخرها".
[66325]:ح: "للجن".
[66326]:انظر: تفسير الخازن وبهامشه معالم التنزيل 7/4، والدر المنثور 7/690.
[66327]:ح: "ما مرت" وهو تحريف.
[66328]:ع: "لشيء".
[66329]:ع: "نعمك".
[66330]:أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب التفسير سورة الرحمن عن جابر بن عبد الله 2/473، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد كتاب التفسير 7/120. والسيوطي في الدر المنثور 7/690 وعزاه لابن المنذر ولأبي الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الدلائل. وذكره الألوسي في روح المعاني 27/104.