الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{خَلَقَ ٱلۡإِنسَٰنَ مِن صَلۡصَٰلٖ كَٱلۡفَخَّارِ} (14)

قوله { خلق الإنسان من صلصال كالفخار } إلى قوله { ورب المغربين } الآيات [ 12 -15 ] .

( يعني آدم صلى الله عليه وسلم{[66331]} ) من طين يابس لم يطبخ فله صلصة من يبس إذا حرك ونقر كالفخار ، فهو من يبسه ، وإن لم يكن مطبوخا كالذي طبخ بالنار ، فهو يصلصل كما يصلصل الفخار الذي قد طبخ من الطين . قال ابن عباس خلق الله جل ذكره آدم صلى الله عليه وسلم من طين لازب .

واللازب : اللزج الطيب من بعد حماء مسنون ، وإنما كان حما مسنونا بعد التراب فخلق منه آدم بيده ، قال فمكث أربعين ليلة جسدا ملقى ، وكان إبليس يأتيه فيضربه{[66332]} برجله فيصلصل ، ويصوت{[66333]} .

وقال عكرمة من صلصال/ : كالفخار : هو من طين{[66334]} خلط برمل فصار كالفخار{[66335]} . وقال قتادة : الصلصال : التراب اليابس الذي تسمع له صلصلة كالفخار{[66336]} . وعن ابن عباس هو ما عسر{[66337]} فخرج من بين الأصابع .

واصل صلصال : صلال ، من صلى اللحم إذا نتن وتغيرت رائحته{[66338]} ، كصرصر وكبكب من صر وكب ، فأبدل في جميع ذلك من الحرف المكرر الثاني حرفا من جنس الأول{[66339]} .


[66331]:ع: "يعني خلق آدم عليه السلام".
[66332]:ح: "ثم يضربه".
[66333]:انظر: جامع البيان 27/73.
[66334]:ساقط من ع.
[66335]:انظر: جامع البيان 27/73. وزاد المسير 8/110.
[66336]:انظر: جامع البيان 27/73.
[66337]:ع: "عمر".
[66338]:"ريحة".
[66339]:انظر: جامع البيان 27/73 وتفسير الغريب 437.